الفداء- ازدهار صقور:
بعد أن خمدت الحرائق وتوقفت النيران، انجلى الواقع على رماد أسود أكل الأخضر واليابس من جبالنا التي كانت في يوم من الأيام خضراء يانعة تغنى بها الشعراء وكتب عن جمالها الأدباء.
طبيعة كنا في طفولتنا نلبسها ثوبها الأخضر في كل موضوع انشائي يطلب منا ، لكننا لم نكن يوماً نتوقع أن ترتدي ثوباً أسود بلون قلوب من حرقها .
مئات من الدونمات من الأشجار والنباتات اختفت برفة عين عن الوجود ، شردت معها المئات من الطيور التي كانت تقطنها يوماً فباتت الغربان وحدها من ينعق فيها.

لا تكاد تخمد نار هنا حتى تشتعل هناك في مكان آخر، جبالنا الخضراء باتت جرداء بعد أن التهمتها ألسنة النار من جهة ، وفؤوس الجاهلين من جهة أخرى ، غابات بالكامل اختفت ومعالم لبقعة خضراء كانت في الماضي غابة اختفت وتصحرت… أشجار معمرة من عشرات بل مئات السنين ماتت واقفة بعد أن شوهت النار أغصانها وحرقت جسدها .
يكاد لا يخلو يوماً من حريق ، أما العنوان العريض لهذا المسلسل المؤلم فهو الإهمال وعدم توخي الحذر .
هناك يومياً حريق أو أكثر في مناطق عدة في أرجاء مدينة مصياف وريفها وأغلبها ناتج عن الإهمال ، نتيجة حرق بقايا الأراضي وهو الأمر الذي حذرنا منه منذ أكثر من عشر سنوات دون أن نجد آذاناً صاغيةً ليبقى الإهمال السبب الأول والأكثر شيوعاً، عقبات كثيرة تواجه فرق الإنقاذ أهمها عدم وجود طرق حراجية ووعورة الأراضي وسرعة الرياح في منطقة مصياف خصوصاً كونها معروفة بهوائها .

كما يعتبر حرق مكبات القمامة سبباً رئيسياً قي الحرائق نتيجة قربها من مناطق الغابات لكن حتى اليوم لم يتم التحرك لإنقاذ ثرواتنا الحراجية ولم تؤخذ أية إجراءات وقائية لمنع امتدادها.
إلى متى سيبقى ما تبقى من غاباتنا وثرواتتا الحراجية مهملة وبلا أدنى حماية.