الفداء_ حسان المحمد:
وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى العاصمة الروسية موسكو اليوم، في أول زيارة رسمية له منذ توليه مهامه الرئاسية، لبحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون في ملفات الأمن وإعادة الإعمار مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
ومن المقرر أن تتناول المباحثات مستقبل الوجود الروسي في سوريا، وتعزيز الشراكات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، إلى جانب مناقشة التطورات الإقليمية الراهنة وانعكاساتها على الأوضاع في الشرق الأوسط.
ولا شكّ أن هذه الزيارة تأتي في مرحلة مفصلية من تاريخ سوريا الحديث، بعد أن نجحت البلاد في طيّ صفحة الحرب والدمار وبدأت استعادة عافيتها ودورها الإقليمي.
فدمشق اليوم تسعى إلى إعادة بناء علاقاتها الدولية على أسس جديدة، بعد سنوات من العزلة والتشتت التي خلّفها النظام السابق بسياساته المنغلقة، والتي كلفت السوريين الكثير من المعاناة، وأفقدت البلاد مكانتها التي لطالما تمتعت بها في محيطها العربي والدولي.
وتأتي الزيارة في ظل مرحلة سياسية جديدة تشهدها دمشق، وسط مساعٍ لإعادة ترتيب علاقاتها الدولية وتوسيع حضورها الدبلوماسي، بما يعكس توجهاً سورياً نحو ترسيخ التحالف مع موسكو، والاستفادة من خبرتها في مجالات الطاقة والبنى التحتية وإعادة الإعمار.
ويرى مراقبون أن لقاء الشرع وبوتين يحمل دلالات استراتيجية مهمة، إذ يهدف إلى إعادة تأكيد متانة التحالف السوري الروسي، وفتح آفاق أوسع للتعاون في ظل المتغيرات السياسية والإقليمية المتسارعة.