شهادات سورية تنفي ادعاءات وسائل إعلامية مغرضة

بين التعدد والوحدة.. شهادات سوريين تؤكد أن زمن الانقسام انتهى

أمين التحرير.. فراس اليحيى

ظهرت في الآونة الأخيرة بعض الوكالات والقنوات الإعلامية التي تحاول الوقوف في وجه السيل السياسي السوري المتصاعد، الذي يقوده الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني، عبر نهج أحدث نقلة نوعية في مختلف القطاعات، وحقق إنجازات لافتة عجز عن بلوغها كثير من قادة دول العالم.

وبحسب مصدر مسؤول لصحيفة الفداء “تواصل بعض المنصات الإعلامية الغربية وكان اخرها وكالة BBC البريطانية محاولاتها لتشويه واقع النسيج السوري، من خلال ترويج روايات مضللة تعيد إنتاج الخطاب الطائفي بين مكونات الشعب السوري والذي عمل عليه نظام الأسد البائد بهدف تفريق هذه المكونات”.

وأضاف المصدر “إن هذه الادعاءات لا تمت إلى الحقيقة بصلة، وتتناقض مع ما يعيشه السوريون اليوم من تلاحم وطني وتعايش واقعي بين جميع الطوائف والمكونات، حيث تمتزج الأصوات في محافظة حماة وغيرها من المدن السورية”.

وعملت صحيفة الفداء على لقاء عدة شخصيات سورية لتؤكد عبر شهادات أهلها أن سوريا الجديدة تتسع للجميع، وأن زمن التصنيفات والانقسامات قد ولى إلى غير رجعة.

وتحدث لصحيفة الفداء “كاهن قريتي “البياضية ودير ماما” الأب “يوحنا شاهين” سوري مسيحي، عن واقع المسيحيين بعد تحرير سوريا، إلى ان الحكومة السورية الحالية، أعطت ضمانات علنية للمسحيين بأن يتمتعوا بحقوقهم وحرياتهم الشخصية، بغض النظر عن ديانتهم، حيث لم يلحظ أي خطر قائم بسبب انتمائهم للدين المسيحي، مشيدا باحترام السلطات لحقوق المواطنين، ومساعيها لأن يكون الجميع متساوون، مع وجود روح من التعاون والتجاوب بين إدارة البلد والإدارة الكنسية للطوائف المسيحية والتعامل باحترام من كل الأطراف.

وحول مدى احترام المعتقدات الخاصة بهم كديانة، اكد الكاهن على عدم تدخل الحكومة الحالية بهم، وأشار بالوقت ذاته لوجود بعض التصرفات الفردية الناتجة عن جماعات متطرفة، مثل ما حصل بتفجير كنيسة “مار الياس” بدويلعة، أو الكتابات على بعض جدران الكنائس، حيث لا يتم قبول مثل هذه المجموعات بإدارة البلد، ويؤثر سلوكها على إرساء السلم الأهلي وهو ما أكدت عليه السلطات من خلال تصريحات رسمية رفيعة المستوى.

كما تطرق الكاهن لتاريخ الديانة المسيحية قي سوريا، التي تعتبر من أقدم مناطق التواجد المسيحي بالشرق الأوسط، ولمع اسمها بالعهدين الروماني والبيزنطي، وبالنسبة لتواجد المسيحين بسوريا فقد اشارت التقديرات قبل سنة ٢٠١١ تقريبا بنسبة ١٠% من السكان الأصليين، ولكن عام ٢٠٢٥ تراجعت النسبة ما بين ٢% إلى ٥%، والتي اثرت عليها الظروف التي اندلعت بالبلاد خلال الأعوام ال١٤ الفائتة، ما يشير لفترة صعبة بالتحول، ويفرض ضرورة الاعتناء والتدخل لضمان بقائها وتأثيرها بالمجتمع السوري الاوسع.

بدورها ذكرت عفراء ديب سورية علوية تعمل في مؤسسات الدولة في تصريح خاص لصحيفة الفداء: “منذ سقوط نظام بشار الأسد، شعرنا بفارق كبير في حرية التعبير والانتماء للوطن، وكذلك في العلاقة مع باقي الطوائف. لقد أصبحنا اليوم شعبا واحدا لا تفصلنا التسميات ولا الانتماءات، ولم نعد نشعر أننا طائفة صغيرة منعزلة”.

وأضافت ديب “خلال عملي الحالي، أعمل  مع العديد من أبناء الطوائف الأخرى، السنية والمسيحية والإسماعيلية والكردية، ولم نواجه أي مضايقات تتعلق بالمعتقد أو الانتماء. نحن نمارس شعائرنا الدينية بكل حرية، دون أي اعتداءات أو ضغوطات، ونتمنى أن يستمر هذا السلم الأهلي وهذا التعايش الجميل بين جميع مكونات المجتمع السوري.”

وتقول فيحاء لاوند سورية إسماعيلية لصحيفة الفداء” نعيش في قرية سلمية بريف حماة الشرقي ونمارس جميع حقوقنا ومعتقداتنا بدون أي مضايقات، حيث نلتقي ونعمل يومياً بالعديد من مكونات الشعب السوري على مختلف طوائفه ومعتقداته، مع احترام السلطة لكامل حقوقنا وحرياتنا، وندعم الحكومة الجديدة في سياساتها الداخلية والخارجية.

ومن جهته، افاد محمد بقالي سوري مرشدي لصحيفة الفداء، ” خلال فترة الحكم الجديدة لاحظنا اهتماماً كبيراً بحل مشاكلنا التي تحصل ومطالبنا تحول بشكل مباشر لمدير المنطقة ولم نلاحظ أي حجز لحرياتنا او ديننا وخاصة الأعياد التي نفتخر بها، حيث كان رجال الأمن يقومون على حمايتنا في هذه الأيام المقدسة”.

يذكر أن التحولات السياسية والاجتماعية التي تشهدها سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وبمساعٍ حثيثة من الدولة الجديدة لبناء مجتمع مدني قائم على المواطنة، المساواة، واحترام التنوع، لم يوافق مشاريع بعض المؤسسات الإعلامية المشككة في إمكانية التعايش بين مكونات الشعب السوري، تأتي شهادات المواطنين من مختلف الطوائف لتؤكد أن سوريا الجديدة ليست شعارا، بل واقعا يوميا يبنى بالتلاحم المجتمعي، والاحترام المتبادل، وإرادة وطنية صلبة ترفض العودة إلى زمن الانقسام.

المزيد...
آخر الأخبار