الفداء ـ ازدهار صقور
تشهد أسواق الفروج في سوريا عموماً وفي حماة خصوصاً، انهياراً غير مسبوق في الأسعار، إذ هبط سعر الكيلوغرام من الفروج الحي خلال أسبوع إلى نحو 14 ألف ليرة سورية، وهو رقم يقل عن تكلفة الإنتاج التي تتراوح بين 10 و15 ألف ليرة للكيلوغرام.
ورغم أن انخفاض الأسعار يريح المواطن، إلا أنه يتحول إلى عبء ثقيل على المربين الذين يرونه ضربة موجعة لقطاع الدواجن، ويطالبون بإجراءات ضابطة تضمن التوازن.
الانخفاض المفاجئ شكّل صدمة للمربين، فالمداجن الصغيرة التي تستوعب ألفي طير تجاوزت خسائرها 20 مليون ليرة، بينما تخطت خسائر المداجن الأكبر حاجز الـ100 مليون، ما وضع أصحابها أمام مأزق الاستمرار أو التوقف.
يقول أحد المربين للفداء، إن الخسارة تكبر يومياً مع كل تأخير في البيع، فالفروج سريع التأثر بالبرد والأمراض، ونفوق أي دفعة يعني خسارة مباشرة، إلى جانب ارتفاع تكاليف التدفئة مع دخول الشتاء.
مربٍّ آخر أوضح أن تكلفة الصوص في آخر فوج بلغت 15 ألف ليرة، فيما أنفق أكثر من 13 ألف ليرة على العلف والماء واللقاحات، ما جعل تكلفة الكيلو الواحد أعلى من سعر بيعه.
ويؤكد أن المربي لم يعد يحتمل جولة جديدة من الانخفاض.
وبحسب ما صرح أحد مكاتب تمويل تربية الفروج للفداء، فإن السبب الأبرز للانهيار الحالي هو ارتفاع العرض مقابل ضعف الطلب، فالكميات المطروحة في السوق تفوق حاجة التجار، ما يدفع الأسعار للهبوط ويحمّل المربي كامل الخسارة.
ويشير المكتب إلى أن المربين كانوا يعانون أساساً من الإغراق السابق للفروج التركي المجمّد بأسعار منخفضة، ومع غياب الدعم والحماية الرسمية لم يعد القطاع قادراً على امتصاص أي انتكاسة جديدة.
وتذكر تقارير أن وزارة الاقتصاد، أوقفت قبل ثلاثة أشهر استيراد الفروج المجمّد بهدف إنقاذ قطاع الدواجن الذي تضرر من ارتفاع التكاليف وتراجع الأسعار ، هذا القرار شجّع الكثير من المداجن المتوقفة على العودة للعمل بعد أشهر من الخسائر الناتجة عن الإغراق التركي.
لكن قراراً جديداً صدر في 23 أيلول 2025 سمح باستيراد الفروج المجمّد لصالح معامل المرتديلا، الأمر الذي قلب المشهد مجدداً، إذ استوردت تلك المعامل كميات كبيرة دون تحديد مخصصات لكل مصنع، ما أدى إلى إغراق السوق مرة أخرى وانهيار الأسعار خلال وقت قصير.
اليوم يقف مربو المداجن أمام مرحلة حرجة تتعدد فيها الأسباب، بينما تبقى النتيجة واحدة: خسائر متواصلة تهدد قطاعاً حيوياً يعتمد عليه آلاف الأسر في المحافظة.