الفداء_ ناديا المير محمود:
تستعد مدينة حماة لانطلاق مرحلة جديدة من الإعمار والنهوض، بعد سنوات طويلة من القمع والدمار.
فمع سقوط نظام الأسد، ظهرت العديد من المبادرات لدعم المدن السورية المدمرة، لتأتي حملة “فداء لحماة”، بموعدها المقرر بعد غد “السبت” الموافق 22 تشرين الثاني. كحملة مساهمة في إعادة بناء المدينة من مختلف الجوانب، ليس فقط من الناحية المادية، بل أيضاً على الصعيدين الاجتماعي والنفسي.
وفي هذا السياق، حظي الكشف عن موعدها، باهتمام واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث شهدت دعوات مكثّفة للمشاركة والتفاعل من مختلف الأوساط.
تاريخ حماة مع نظام الأسد: سنوات من القمع والدماء
تاريخ حماة مع نظام عائلة الأسد كان مليئاً بالدماء والدمار، ففي مطلع الثمانينات، تعرضت المدينة لمجزرة فظيعة عندما قصفها النظام بالطائرات والمدفعية في محاولة لقمع الانتفاضة ضد حكم عائلة الأسد.
قتل آلاف المدنيين، ودمّرت أحياء كاملة، لتظل حماة على مدار عقود في ذاكرة السوريين كرمز للمقاومة والبطولة، لكنها في الوقت ذاته كانت ضحية آلة القمع والظلم.
ومع بداية الثورة السورية في 2011، كانت حماة وريفها من أولى المدن التي خرجت في مظاهرات ضد النظام، فواجهت مرة أخرى قصفاً وحشياً وممارسات أمنية قاسية.
. استمر النظام في محاولات سحق أي صوت معارض، لكن أهلها لم يستسلموا
حملة “فداء لحماة”.. من الفكرة إلى الفعل
بعد سقوط نظام الأسد، ظهرت العديد من المبادرات الرامية إلى إعادة بناء المدن المدمرة، وبرزت حملة “فداء لحماة” كأحد المشاريع التي نالت اهتماماً واسعاً.
الحملة لا تقتصر على تقديم الدعم المادي للمناطق المتضررة، بل تسعى أيضاً لإعادة بناء الثقة بين سكان المدينة، وإحياء روح التعاون بين المجتمع المحلي.
ما جعل هذه الحملة تكتسب زخماً كبيراً، تجسّد قسماً منه بكثافة التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث شهدت مواقع مثل فيسبوك وتويتر وإنستغرام، نشراُ مكثفاً للدعوات للمشاركة في الحملة، من قبل نشطاء وصحفيين وفنانين.
تُظهر هذه الضجة على وسائل التواصل الاجتماعي، الأهمية التي توليها شريحة واسعة من المجتمع لعودة حماة إلى الحياة بعد سنوات من المعاناة.
الداعون للمشاركة في الحملة لم يقتصروا على أفراد عاديين، بل شملوا شخصيات عامة، ومؤسسات مجتمع مدني، مما يعكس حجم التضامن الشعبي الواسع مع هذه المدينة.
فداء لحماة.. تركيز على الإنسان والمجتمع
إعادة تأهيل البنية التحتية، هي إحدى أولويات حملة “فداء لحماة”، فالمدينة وريفها مدمرتان بنسبة ليست بقليلة في السنوات الأخيرة جرّاء القصف العنيف والمعارك المستمرة، وهي بحاجة ماسّة إلى إعادة بناء أسس حياتها اليومية، وتوفير بيئة ملائمة للعيش، مع استعادة الحياة الطبيعية للمدينة.
إعادة بناء الثقة بين المواطنين، هو محور آخر لا يقل أهمية في الحملة، بعد سنوات من العنف والانقسام، أصبحت الحاجة لإعادة النسيج الاجتماعي أمراً ضرورياً.
دور السوشال ميديا في دعم الحملة
منذ بداية الحملة، لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً رئيسياً في نشر فكرة “فداء لحماة”.
فكثافة الدعوات للمشاركة والمساهمة في الحملة على منصات مثل فيسبوك وتويتر كانت لافتة، حيث أصبحت هذه المنصات مساحة رئيسية للتعبير عن التضامن مع المدينة.
أكثر من ذلك، تم تبادل صور ومقاطع فيديو من حماة تُظهر حجم الدمار والتأثير الكبير للحملة في إعمار المدينة، وهو ما زاد من التفاعل الإعلامي والشعبي.
وسائل التواصل الاجتماعي ، لم تكن فقط أداة للتوعية، بل أيضاً وسيلة لجذب الدعم المادي واللوجستي. الحملة قامت بتوجيه رسائل متواصلة عبر هذه المنصات لحثّ المواطنين على التبرع أو التطوع، ما ساعد في جمع موارد جديدة لدعم المشاريع المختلفة.
كيف يمكن أن تعيد الحملة الاستقرار لحماة؟
إعادة الاستقرار إلى حماة، يعتمد على قدرتها على تجاوز الماضي والبدء في بناء الحاضر والمستقبل.
التركيز على إعادة الإعمار الفعلي والتعافي الاجتماعي من خلال برامج تدريبية ومهنية سيساهم في تعزيز قدرة المدينة على النهوض مجدداً.
ولأن حماة كانت دائماً مدينة مقاومة، فإن إعادة بناء الإنسان الحموي هو حجر الأساس في هذه الحملة، ليتمكن المواطنون من استعادة مكانتهم ومواصلة حياتهم بكرامة.
إن حملة “فداء لحماة”، لم تأتِ كمجرد استجابة لحاجة مادية، بل كانت تعبيراً عن التضامن الشعبي الواسع الذي ظهر على وسائل التواصل الاجتماعي.
هذه الحملة تمثّل فرصة حقيقية للمدينة التي عانت كثيراً، لتحظى بفرصة جديدة للانطلاق نحو المستقبل.