الفداء _ ناديا المير محمود:
أعلنت وزارة الخارجية في الحكومة السورية، تفعيل البعثة الدائمة للجمهورية العربية السورية لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW)، وتعيين الدكتور “محمد كتوب” ممثلاً دائماً لسوريا لدى المنظمة، التزاماً بالهيكلية الدبلوماسية للمرحلة الانتقالية.
ويأتي هذا التعيين ضمن جهود الدولة لإعادة بناء علاقاتها الدولية، وتعزيز تعاونها مع الهيئات المختصة بملف الأسلحة الكيميائية.
من الشهادة على الهجمات إلى العمل الدبلوماسي: مسيرة الدكتور محمد كتوب
كان الدكتور “محمد كتوب” شاهداً مباشراً على عدد من الهجمات الكيميائية التي استهدفت مناطق سورية، من أبرزها هجوم الغوطة الشرقية عام 2013.
وبعد خروجه من سوريا، تعاون مع فرق التحقيق الدولية وقدّم شهادات ووثائق دعمت عمل آليات تقصي الحقائق والهيئات الأممية المعنية.
كما شارك في جهود المناصرة والعدالة للضحايا والناجين والناجيات، وقدم إحاطات أمام مجلس الأمن الدولي، ومحافل دولية متعددة، عبر عمله في منظمات غير حكومية ومراكز أبحاث تُعنى بملف الأسلحة الكيميائية والمساءلة.
ويُعدّ أيضاً جهة ادعاء مدنية في القضية القانونية المرفوعة ضد رأس النظام السابق بشأن استخدام السلاح الكيميائي.
وبعد تحرير مؤسسات الدولة، التحق الدكتور كتوب بوزارة الخارجية السورية، وعمل في إدارة المنظمات والمؤتمرات الدولية عقب استكمال التأهيل الدبلوماسي.
وخلال فترة عمله، ساهم في تسهيل زيارات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سوريا، وتنظيم لقاءات مع الشهود والضحايا، إضافة إلى تطوير قدرات الفرق الوطنية في الوزارات المعنية بحماية السكان من مخلفات الأسلحة الكيميائية.
يذكر أن “كتوب” يحمل شهادة في طب الأسنان من جامعة دمشق، ويمتلك زمالة من مركز الصحة العالمية والدبلوماسية والاقتصاد في جامعة كاليفورنيا – بيركلي، إضافة إلى زمالة من مركز حقوق الإنسان في الجامعة ذاتها.
يشار الى أن هذا التعيين خطوة مهمة نحو تعزيز التزام سوريا الجديدة بالمعايير الدولية، وفتح صفحة جديدة من التعاون البنّاء مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في المرحلة المقبلة.