عودة المداجن الصغيرة بحماة تعزز إنتاج الدواجن مع تحسن الخدمات

الفداء _ ناديا المير محمود 

شهد قطاع تربية الدواجن في محافظة حماة، انتعاشاً  لافتاً خلال الأشهر الماضية بعد فترة طويلة من الركود، نتيجة تحسن الخدمات الأساسية وانخفاض تكاليف الإنتاج، ما دفع عدداً كبيراً من المربين لإعادة تشغيل مداجنهم وإحياء نشاطهم السابق.

عاد العديد من المربين في ريف حماة الغربي إلى العمل، منهم المربي “محمد أبو جواد”  الذي استأنف تشغيل مدجنته بعد ثلاث سنوات من التوقف إثر خسارة وصلت إلى مئتي مليون ليرة في إحدى الدورات بسبب غلاء الأعلاف وعدم توازن السعر مع التكلفة، بحسب ما صرح للفداء.

وأوضح  أن سعر كيلو  الفروج كان حينها بين 23 و25 ألف ليرة بينما كلفته الفعلية تقارب 28 ألفاً، مشيراً إلى أنه اليوم تغيّرت المعادلة بانخفاض سعر طن العلف من 13 مليوناً إلى نحو خمسة ملايين، إضافةً لتحسن الكهرباء وتقليل الاعتماد على المولدات، ووجود لجنة تسعير تراعي الكلفة، ماأعاد الثقة للمربين وشجعهم على الاستمرار.

أظهرت بيانات قطاع الدواجن بعد التحرير وجود 607 منشآت مرخصة و85 منشأة غير مرخصة في محافظة حماة، وفق تصريح خاص أدلى به الدكتور محمد نور هدلة معاون، مدير الزراعة لشؤون الثروة الحيوانية، موضحاً أن العدد الكلي وصل إلى 686 منشأة لتربية الفروج، و14 منشأة للبياض، و23 مفقس، و60 منشأة أميات.

ويؤكد استقرار الوضع الصحي وغياب أي جوائح، مع توفر اللقاحات العالمية ووفرة الأعلاف بأسعار تناسب معظم المربين، إلى جانب تحسن الطاقة نتيجة توفر الكهرباء وانخفاض تكاليف الطاقة البديلة.

بين هدلة، أن أبرز معوقات المرحلة الماضية كان عدم استقرار أسعار الفروج الحي نتيجة تذبذب العرض والطلب، إذ تراوح سعر الكيلو بين 17 و24 ألف ليرة، ما خلق بيئة إنتاج غير مستقرة.

وكشف عن خطة لدعم المربين عبر قروض إعادة إعمار المنشآت المتضررة وتأمين مستلزمات الإنتاج بهدف رفع عدد المنشآت العاملة.

شهد القطاع في السنوات الماضية تراجعاً كبيراً بسبب ارتفاع التكاليف ونقص الكهرباء وغياب الدعم، ما أدى لخروج عدد واسع من المربين وانخفاض الإنتاج.

إلا أن تحسن أسعار الأعلاف واستقرار الكهرباء وعودة اللقاحات إلى الأسواق أسهم في رفع الإنتاج وعودة المداجن الصغيرة للعمل بشكل ملحوظ.

وانعكس ارتفاع الإنتاج على الأسواق بتوفر الفروج بأسعار أقل نسبياً ونشاط الحركة التجارية، كما أسهم تشغيل المداجن الصغيرة في توفير فرص عمل جديدة في الريف ضمن عمليات التربية والنقل وبيع الأعلاف والمستلزمات البيطرية، ما أعاد الحيوية للدورة الاقتصادية المحلية.

تجدر الإشارة إلى أن  دعم المداجن الصغيرة، يشكل أساساً مهماً لاستقرار الأمن الغذائي في محافظة حماة، في ظل  تحسن الظروف الإنتاجية واستمرار خطط الدعم وإعادة الإعمار، حيث تبدو الفرصة مهيأة لتعزيز هذا القطاع الحيوي وضمان توفر المنتجات الحيوانية بشكل مستقر، بما ينعكس إيجاباً على السوق والعمالة في مرحلة إعادة البناء.

 

المزيد...
آخر الأخبار