الثقافة.. حجر الأساس لبناء الوعي المجتمعي وصناعة الإنسان القادر على التغيير

الفداء- دايانا بلول 

تشكل الثقافة الركيزة الأساسية لهوية الشعوب وطريق تطورها، إذ تتضمن القيم والعادات والمعارف التي يكتسبها الأفراد، ويتوارثونها جيلاً بعد جيل، لتؤثر على سلوكهم وتفاعلاتهم اليومية.

وتتنوع مكونات الثقافة بين المادية من أدوات ومسكن وملبس، والفكرية التي تشمل اللغة والفن والدين والعلم، والاجتماعية التي تمثل البناء العام للجماعة البشرية.

ويبرز الحفاظ على الثقافة عبر التعليم ونقل القيم للأجيال، ودعم التراث وحماية الذاكرة المادية والشفوية، إضافة إلى تعزيز الفكر النقدي والانفتاح الواعي على الثقافات الأخرى، كما يسهم تكريس التنوع والشمول في بناء بيئة يشعر فيها الجميع بالتقدير والانتماء.

وفي حديثه لصحيفة الفداء، أوضح الكاتب باسل عطورة، أن الثقافة ليست مجرد مخزون معلومات، بل منظومة حياة تُقاس بقدرة المثقف على تحويل معرفته إلى فعل مؤثر يخدم المجتمع.

وأشار عطورة إلى تراجع دور الثقافة في السنوات الماضية نتيجة الظروف التي مرت بها البلاد وغياب الدور الحقيقي للمثقفين، إضافة إلى ظهور ما سماه “قشور الثقافة” على حساب جوهرها.

ودعا إلى إعادة تعريف المثقف بوصفه فاعلاً يحمل رسالة تغيير، وأن تكون الثقافة حاجة يومية وأداة للتأثير المجتمعي، مع التركيز على تمكين الشباب ومنحهم مساحة للتعبير واكتشاف المواهب في المدارس والجامعات.

وأكد الشاعر عباس حيروقة، عضو اتحاد الكتاب العرب للفداء، أن الثقافة تلعب الدور الأهم في تشكيل الفرد نفسياً وأخلاقياً، وغرس الوطنية والإنسانية منذ الصغر ، إضافة إلى حماية التراث المادي والشفوي ونشر القيم النبيلة التي تعزز المجتمع.

وشدد حيروقة، على ضرورة استنهاض جهود المثقفين والمؤسسات الثقافية والإعلامية لمواجهة آثار السنوات الصعبة، وما خلفته من تهتك اجتماعي ونفسي، ودعا لتبني منهج علمي عبر ورش عمل دائمة لصياغة منظومة وطنية تهدف لبناء الإنسان المنتمي إلى وطنه وحريته.

ويكشف هذا الحراك الفكري عن إدراك متزايد لأهمية الثقافة كأداة للتغيير الاجتماعي، وقوة قادرة على ترميم ما تهدم وبناء وعي جمعي يضع الوطن في مقدمة الأولويات.

الثقافة ليست زينة تجميلية، بل مشروع حياة يبدأ من الإنسان، وينتهي إليه لصناعة مجتمع أكثر وعياً وقدرة على صناعة مستقبله.

#صحيفة_الفداء

#معركة_ردع_العدوان

#عام_على_التحرير

المزيد...
آخر الأخبار