بنبض متسارع متسارع ، و خفقات مضطربة حتى الألم ، كنا ننشد : بين ريتا و عيوني بندقية ، من قال أن الحب يحتاج للاحترام ؟ ممكن أن يولد في مهد القرف ، نعم إنه وقت الغروب ، و أنا جد حزين ، يا إلهي و ما هذه القشعريرة ، لأنها أخطأت باسمك ؟ أم لأنك أحببت حمقاء ؟ حيث كنا أكثر من عشرين شخصا ، نمرح و نغني ، و ما من قلب يعتصر بشدة ، إلا تلك الكتلة البغيضة الحمراء في جوفي ، حل الظلام فأضيئت بضع أضواء برتقالية في تلك الحافلة ، تجمع نورها الساحر في بقعة خضراء اللون ، و راحت تتحرك موجهة صوبي ، أنا البنت العاق و تضحك ، في كل مرة كنت تتحدثين فيها ، كنت أريد أن أقول … ، و أنا كذلك لكنها المرة الأولى في حياتي التي رغبت فيها أن استمع لأحد يفصح عن خصوصية ذاته و بعجز شديد .. ، في الصباح عند البحيرة ، ذهبت غاضبة ، فبحثت عنك بعيون مقهورة ، لكن أمواجا عديدة ارتطمت بأجفاني فحجبت منظرك البعيد عني ، و نظارتي الخائنة لم تكن معي ، و من بعيد ثلاثة أزواج من العيون الضيقة راحت تراقبني بغيرة ، أحاول كتم قلقي بغباء شديد ، و كطفل أو أم : أين كنت ؟ قلقت عليك .. و عيناك حمراوان .. ، كان الرد ضاحكا باردا بغلاف بني ، كالمثلجات التي تناولناها باكرا ، لكن طعمك كان مالحا … كم سعدت في الماضي حين كنت استمع إلى أغنية أحبها ، فأغمض عيني على مهل ، لأبتلع تلك الموسيقا بتلذذ يصل إلى قلبي ، و أسمع صوتا يقول : م … م … م .. أنا سعيد ، هذه قطعة من حديث ، و قطعة أخرى من ذكرياتنا الجميلة تمر كرعشة الموت ، قاتلة ، مهلكة ، لكنها جميلة … أنا أخاف الموت ، أجبتها : إن فخري بأشياء تدهشني إنك تخافين الموت ، أما أنا ( …… ) ، قد أكون المسؤول الوحيد عما حدث لكني لن أستطيع وضع نهاية لهذا … فضعيها أنت …
شريف اليازجي