مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية وصمة عار في ذاكرة العالم

الفداء_ بقلم رئيس التحرير طلال قنطار:

مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية ستبقى شاهداً على أبشع ما عرفه التاريخ الحديث من جرائم ضد الإنسانية، ففي ليلة مظلمة لم يعرف أهلها أن أنفاسهم الأخيرة ستخرج خنقاً بغازات سامة انتشرت في الأزقة والبيوت، وحوّلت المكان إلى مشهد من الفاجعة، أكثر من ألف طفل وامرأة ورجل قضوا اختناقاً وعقابهم الوحيد أنهم كانوا يعيشون في أرض أراد لها نظام بائد أن تباد، لم تفرّق الغازات بين رضيع نائم، أو أم تحتضن أبناءها، أو شيخ يحاول أن يسعف جاره، وحدها مشاهد الجثث المتناثرة وأصوات أنين الناجين رسمت لوحة من الألم لا تمحى.

كان من بقي على قيد الحياة يحاول عبثاً إنقاذ نفسه بسكب الماء على جسده المحترق، أو تهوية صدره المثقل بالغاز، فيما العيون تنظر بعجز وقهر إلى هول ما يجري في الخارج، كان العالم يراقب بصمت غارقاً في نقاشات سياسية باردة بعيدة عن حجم المأساة، بينما كانت صرخات الضحايا تتعالى إلى السماء، تصرخ ملاذنا الوحيد يا الله

هذه الجريمة لم تكن مجرد حدث عابر، بل جرح غائر في ذاكرة السوريين والإنسانية جمعاء لا يمكن أن ينسى، ومهما طال الزمن فإن العدالة تبقى حقاً مشروعاً للضحايا وعقاباً لا مفر منه لمرتكبي هذه المجزرة.

المزيد...
آخر الأخبار