( الذّاكرة الثّقافية ) مشروع ثقافي مهيب

 
كنّا تحدّثنا في غير مادة هنا في صحيفتنا التي نحبّ ( الفداء ) وبالتّحديد في زاوية ( على ضفاف العاصي ) عن مشهد ثقافي حيوي ألق كانت تعيشه سوريتنا النّور لاسيّما في خمسينيات وستينيات القرن الماضي  مشهد يعكس ذاك الوعي الحضاري الاجتماعي والسّياسي للمواطن السّوري وخير ما يمكن أن يدلّل على ما ذهبنا إليه هو عدد الصّحف والمجلاّت الصّادرة آنذاك وعدد النّسخ المطبوعة والموزعة ..عدد الأحزاب السّياسية وحراكها المجتمعي وما محافظة حماة ريفاُ ومدينة إلا كغيرها من مدن وقرى سورية تحتفي بالثقافة وتعي أهميتها ودورها في البناء والتّغيير فكان من أبنائها كبار الكتّاب والأدباء والشّعراء .. أدباء أسّسوا لملتقيات ومنتديات وصالونات أدبية ساهمت في خلق جوّ ثقافي حضاري مبنيّ على الحوار وتقبل الآخر كما عملوا على إصدار عدد من الصّحف والمجلات التي لاقت قبولاً ونجاحاً وساهمت في تعزيز ثقافة الخير والمحبة والجمال ولسنا هنا في وارد تعداد تلك الصّحف والمنتديات وروادها ولكن ما يمكن أن أقوله هنا بعد هذه المقدمة هو ما قلته ودعوت إليه سابقاً بأن محافظة حماة تستحق منا في أيامنا هذا أن نعمل على توثيق ذاكرتها الثقافية وحفظها وذلك من خلال أكثر من مشروع أتينا على ذكره سابقاً على سبيل المثال توثيق الحركة الثّقافية في حماة خلال النّصف الثّاني من القرن العشرين وهذا ما يحتاج لتضافر جهود  أكثر من جهة رسمية وأهلية تشرف عليها مجموعة من أدباء المحافظة وتلقى دعماً وتعاوناًمن جميع الأدباء والفعاليات الثقافية 
والمشروع الثّاني مثلاً و هو ما طالبت به مؤخراً في زاوية على ضفاف العاصي التي كتبتها بمناسبة رحيل شاعر حماة الكبير عدنان قيطاز إذ طالبت الجهات الثقافية الإعلامية في سورية بضرورة الإسراع لإعداد برنامج تلفزيوني موسع يستضيف فيه قامات ثقافية شغلت الحيّز الكبير في الذّاكرة الثقافية السورية وهو ما أتى به  مشكوراً وطرحه صديقنا الإعلامي النّشط الأستاذ موسى غازي مدير المركز الإذاعي والتّلفزيوني في حماة حين زيارة عمل رسمية لفرع اتحاد الكتاب العرب صباح الأحد 8 أيار 2022 طرح فكرة الإعداد لبرنامج ثقافي يليق بحماة وبأدبائها بعنوان ( الذّاكرة الثّقافية ) سيعمل من خلاله على توثيق ذاكرة المحافظة الثّقافية من خلال استضافة عدد كبير من الأدباء والباحثين والشّعراء..هذا البرنامج سيكون أرشيفاً بهياً يمكن في قادم الأيام لأبنائنا العودة إليه في زمن توقفت فيه كل الصّحف والدُوريات الورقية وتحولها إلى إصدار إلكتروني وحسب ..
هذا المشروع إن أتيح له النّجاح سيكون سابقة في البرامج التّلفزيونية السّورية التي توثق لمشهد ثقافي سوري في مرحلة جد حساسة في حياة المواطن السّوري ونأمل من الهيئة العامة للإذاعة والتّلفزيون أن تتبنى هذا البرنامج وأن يلقى كل دعم واهتمام وأن يشمل كل أدباء سورية لا حماة وحسب لاسيّما أصحاب التّجارب الكبيرة والتي كما قلنا تشغل حيزاً كبيراً في الذّاكرة الثّقافية أمثال ( محمد قجة – محمود على السّعيد – عصام ترشحاني  – عبد الكريم النّاعم  – أحمد يوسف داود – شوقي بغدادي  – عبد اللطيف محرز – منذر لطفي  – عبد الرّزاق الأصفر  – ..الخ )
وأستثمر الفرصة لأتوجه بالشّكر لكل من يعمل في خدمة الثّقافة والمثقفين ولكل من طرح ويطرح مشاريع من شأنها توثيق ذاكرة الجمال وسادته النبلاء ..
شكراً للإعلامي موسى غازي مدير المركز الإذاعي والتّلفزيوني في حماة على ما حمله لنا ولحماة من فرح قادم وجمال
 
عباس حيروقة
 
المزيد...
آخر الأخبار