لم يعد الحديث على أسطوانة غاز منزلي أو قطرة مازوت هو الهم والشاغل الوحيد لكل مواطن لكن تعدت هذه الأحاديث لتشمل أكثر من ذلك من الحياة الطبيعية والمستلزمات الضرورية للمواطن وغلاء الأسعار والكهرباء والمواصلات والرواتب التي لاتكفي حتى ثاني أيام الشهر.
إن مايعانيه المواطن من تأمين مستلزمات البيت جعلت بعضهم يفكر بالانتحار كما حصل مع أحد المواطنين الذي قفز إلى نهر العاصي من فوق جسر العبيسي، لكن لحسن حظ هذا المواطن أن رجال الشرطة المتواجدين بالمنطقة قاموا بإنقاذه وإسعافه إلى المشفى.
لسان حال هذا المواطن هو لسان حال أغلب المواطنين الذين يعانون من غلاء المعيشة وقلة ذات اليد معهم ولابد من التدخل السريع من قبل الحكومة لزيادة الرواتب، وتأمين المستلزمات الضرورية كل في وقته كما هي حال هذه الأيام التي تحتاج إلى مازوت وغاز.
بالأمس وأثناء اجتماع الحكومة لمناقشة واقع المواطن وإيجاد الحلول المناسبة والكفيلة لإيصال مادتي الغاز المنزلي والمازوت إليه توجهت دوريات في كل المحافظات، وتم إلقاء القبض على بعض ضعاف النفوس الذين يتاجرون بهذه المواد وإحالتهم إلى القضاء المختص، والسؤال الذي يطرح نفسه: من أين جاءت المادة؟ ولماذا تتوافر في يد هؤلاء ولايوجد لها وجود في يد المواطن؟.
إن تأمين مادتي الغاز والمازوت للتدفئة في مثل هذه الأيام الباردة تحتاج إلى سابق تخطيط وتوفير لهما حتى يكونا في يد المواطن وبالكميات المطلوبة.
شاهدت على إحدى صفحات التواصل الاجتماعي رسماً كاريكاتيرياً أعجبني واستوقفني ويتحدث هذا الكاريكاتير عن أمور خطبة للزواج وقيام أهل العروس بطلب مهر وهو برميل مازوت وأسطوانة غاز مهراً للعروس وهذا مايوحي أن برميل المازوت والأسطوانة أصبحا أغلى من المهر والأموال والذهب وأصبحت العروس لاتطلب سوى التدفئة وأسطوانة غاز للطبخ مستغنية عن الكماليات / حيث اعتبرت الذهب واللباس والأثاث كماليات/ وأما الأساسيات للحياة فهي تأمين المحروقات.
نستطيع القول :
تأمين هذه المواد وبالأسعار المدعومة أصبح هاجساً يقض مضجع كل مواطن وعلى الجهات المعنية تأمينها بالسرعة ومحاربة وملاحقة أصحاب النفوس الضعيفة الذين يعملون على المتاجرة بها وإنزال أقصى العقوبات بمن تسول نفسه المتاجرة بقوت الناس.
ياسر العمر
المزيد...