بعد قرار توزيع المازوت بالبطاقة الذكية ازدحام وفوضى وهدر بالوقت وارهاق للمواطن مدير المنطقة : ملزمون بالقرار ، باشوري : لانية لإحداث مراكز جديدة
مدينة سلمية وريفها، وعلى الرغم من اتساع رقعتها الجغرافية، لا يوجد فيها سوى مركزين لإصدار البطاقة الذكية ، التي باتت الآن هي الوحيدة التي تخولهم الحصول على مازوت التدفئة، وكانت سبباً مباشراً في زيادة معاناتهم.
فقرار وزارة النفط، بحصر توزيع مازوت التدفئة بالبطاقة الذكية من عدة أيام، ربما يكون خطوة هامة في محاربة الفساد والإتجار غير المشروع وتهريب المازوت، لكن عدداً كبيراً من المواطنين عدَّه مجحفاً كثيراً، ولاقى استهجاناً كبيراً، في ظل البرد القارس، والنقص الحاد في مازوت التدفئة، وعدم قدرة أغلب المواطنين الحصول على /100/ لتر الدفعة الأولى حتى الآن، وأكثر من 70% من مواطني سلمية وريفها لم يحصلوا على البطاقة الذكية حتى الآن ؟ وكان من المفروض أن تؤمن الجهات المعنية مازوت التدفئة للمواطنين بالكميات التي وعدت بها أولا ، قبل إصدار القرار الذي كان سبباً مباشراً في إرباك عمل لجان الأحياء والجهات المشرفة على التوزيع ، وفي توقف توزيع مازوت التدفئة للمواطنين حتى حصولهم على هذه البطاقة ، والمواطن هو الضحية الوحيدة بذلك ، وما بيده حيلة .
الفداء في مركزي البطاقات
صحيفة الفداء وانطلاقاً من حرصها على مصلحة المواطن وراحته ، كان لها جولة في صالتي توزيع البطاقات في المركز الثقافي والصالة الرياضية ، ويضم كل مركز عشرة حواسيب ، من هذه الحواسيب لتسجيل المعلومات والتصوير والطباعة ، يعمل عليها الموظفون بدون انقطاع طوال فترة الدوام ، وسط ازدحام كبير من المواطنين.
وكان لنا لقاءات عديدة معهم، وسجلنا من خلالها الملاحظات التالية :
ـ خالد وعلي الحمود ، من ريف سلمية ، قالا لنا : أغلب المواطنين يراجعون منذ عدة أيام لتسجيل دور ، ولكن لا يستطيعون بسبب الازدحام ، ومن يحضر بالصباح الباكر وأحياناً قبل افتتاح المراكز ، يسجل دوراً ، وبعدها الانتظار لساعات ليقدموا أوراقهم والحصول على البطاقة ، ولابد من الحصول عليها ، لأنه لا نستطيع كل يوم الحضور لبعد سكننا عن المدينة ، ولأننا بأمس الحاجة لتأمين مازوت تدفئة لتأمين الدفء لأطفالنا ، ونطالب الجهة المسؤولة عن هذه البطاقة ، بفتح مراكز جديدة لإصدارها ببلدات ريف سلمية لتخفيف المعاناة عن المواطنين .
مراكز جديدة ضرورة
ـ مواطنون آخرون، أكدوا لنا أن المركزين الموجودين ، لا يغطيان حجم العمل والازدحام الكبير ، ولا بد من افتتاح مراكز جديدة ، للإسراع بالعمل وإصدار البطاقة ، خاصة بعد قرار وزارة النفط الجديد بشأن مازوت التدفئة، وعدد سكان سلمية وريفها كبير يتجاوز / 400/ ألف نسمة، وسلمية المدينة لوحدها أكثر من /45/ ألف عائلة، ومهما كانت طاقة عمل المركزين، لا تكفي ولا تلبي الحاجة الفعلية، وربما ينتهي فصل الشتاء والبرد بدون حصول عدد كبير من المواطنين على البطاقة !!؟؟.
لم تفلح الجهود
ـ مدير منطقة سلمية قال لنا : سعينا جاهدين مع المسؤولين والجهات المعنية بالمحافظة، لتأجيل تنفيذ قرار محروقات، أو بقاء التوزيع كما كان إلى جانب البطاقة، في ظل البرد القارس، وخاصة أن الغالبية العظمى من أهالي سلمية وريفها، لم تحصل على البطاقة الذكية، وحجم العمل على مراكز إصدارها كبير، لكن التعليمات تنص على توزيع مازوت التدفئة بالأحياء للمواطنين عبر البطاقة فقط، حصراً.
لا نيّة لإحداث مراكز جديدة
مدير مشروع البطاقة الذكية بحماة المهندس محمد باشوري حدثنا قائلاً: لا يوجد أي نيّة لنقل مراكز سلمية للمحافظة، مثلما أشيع، لكن نأمل من الدوائر التي توجد فيها المراكز التعاون معنا، لإبقاء مراكز إصدار البطاقة، ريثما يستلم جميع المواطنين بطاقاتهم، كما أنه لا يوجد نية حالياً لفتح مراكز جديدة بريف سلمية، وإذا كانت هناك إمكانات سيتم دراسة ذلك، وسيكون هناك قريباً فرق عمل بالبطاقة الذكية تجول على منازل المواطنين ، خاصة من أجل كبار السن والعجزة والمرضى والجرحى ، والبطاقة الذكية لا تحدد كمية المازوت ، بل تؤتمته ، وتحديد الكمية لكل عائلة أو مواطن وآلية خاص بلجنة المحروقات ، وسيكون بكل كازية مضخة مازوت لتعبئة الصهاريج التي ستغذي الأحياء بالبطاقة الذكية، ويتم توزيع أجهزة /البيو أس/ لأصحاب الصهاريج لكي يتم استلام مادة المحروقات، وكل عائلة تحمل البطاقة الذكية، تستلم مازوت التدفئة عبر جهاز /البيو أس/، ومسؤولية التموين ضبط التلاعب بالكميات إذا وجد.
والمواطن يحدد الكمية التي يريدها، والباقي من مخصصاته محفوظة عبر البطاقة.
والبطاقة الذكية اسمية خاصة بصاحبها، وهي محمية من الاختراق، لأن عنوان برنامج الشركة الإلكتروني المعمول فيه في دمشق، هو عدم القدرة على الخرق، وهناك رقابة على الموظفين حتى بحماة، وهناك مديرية خاصة بدمشق للرقابة والمتابعة لضمان عدم حصول أي خرق .
ويضيف باشوري قائلاً: والمواطن عبر البطاقة، يستطيع الحصول على مخصصاته من أي مكان ضمن محافظة حماة فقط، أما الوافد إلى المحافظة، فعليه أن يقدم ثبوتيات بأنه مقيم بحماة، ويمكن أن يحصل على بطاقة أيضاً، بشرط أن يستجر المازوت من حماة.
للآليات قريباً
وحول المازوت للآليات، يضيف باشوري قائلاً: هذا يعد الجزء الثاني من المشروع، لأن الجزء الأول بطاقات البنزين، والثاني للمازوت للنقل الداخلي والباصات والبولمانات والسرافيس وغيرها من الآليات التي تعمل على المازوت.
ـ مدير محروقات حماة المهندس ضاهر ضاهر،قال : تم بدء العمل بالبطاقة الذكية لتوزيع مازوت التدفئة بدءاً من يوم الاثنين 7/1/2019 على مستوى المحافظة، وأكد بأن آلية العمل الجديدة، لجان الأحياء هي التي ستشرف وتوزع الكميات المخصصة لكل عائلة، ضمن جداول نظامية ولغير المستفيدين من مخصصاتهم خلال موسم التدفئة، الذي بدأ بشهر آب 2018، وتخصيص /100/ لتر لكل عائلة غير مستفيدة، وأن اللجان الفرعية ولجان الأحياء فلديها جداول لمخصصات كل حي ومنطقة، واللجان الفرعية هي التي تحدد المحطات التي سيتم رفدها بطلبات مازوت التدفئة، والكميات المحددة لكل لجنة، وتقوم المحطة بإرسال الصهاريج للتوزيع ضمن الأحياء بإشراف لجان الأحياء، ويتم تسديد قيم المخصصات كالسابق، للجهة المانحة، بسعر 189 ل.س لكل لتر، والتوزيع حصراً على البطاقة الذكية العائلية، وكل بطاقة مشحونة بـ 100 لتر مازوت.
ختاماً:
يأمل مواطنو سلمية، تأمين مازوت التدفئة لهم بظل البرد القارس، بالبطاقة الذكية أو غيرها، وزيادة مراكز توزيع البطاقة للإسراع بالحصول عليها، ونسبة 40% من سكان سلمية المدينة ، و50% من سكان الريف لم يحصلوا على 100 لتر مازوت من الدفعة الأولى ، وأن هذه الكمية وإن وجدت هي لأيام معدودة فقط !!؟؟.
نتوجه عبر صفحات الجريدة للمسؤولين بضرورة الإحساس بالمواطنين، وتخفيف معاناتهم، ولهاثهم للحصول على لترات تدفئ أطفالهم لأيام قليلة، وقد لا يحصلون عليها، بدلاً من زيادة هذه المعاناة، والسعي الجاد لتأمين مازوت التدفئة لهم بأي طريقة وبالسرعة القصوى، فهم الضحية الوحيدة والحلقة الأضعف، وهم الذين يعانون من البرد، وعدم وصول مازوت التدفئة لهم، وليس بيدهم حيلة ولا حول ولا قوة لهم !!!؟؟؟