ضمن خطة تطوير عمل مشفى سلمية الوطني فإن الإدارة الجديدة للمشفى لا تدخر جهداً إلا وتحاول بذله من أجل دفع المشفى نحو الأمام ، سعياً منها لتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمرضى ، من خلال مجموعة من الإجراءات ، سواء الخاصة بتطوير آلية العمل أو الإشراف أو المتابعة أو من خلال تطوير الأقسام وتأمين الأجهزة الطبية الحديثة ، وكذلك إحداث أقسام جديدة مع إدخال تحسينات على القديمة منها ، وآخر ما توصل إليه مشفى سلمية الوطني هو إعداد دراسة إحصائية واستنباط الحلول للمشكلات الصحية ووضع الحلول والأولويات ، إضافة إلى أمور أخرى حاولنا معرفتها من الدكتور ناصح عيسي رئيس مشفى سلمية الوطني حيث قال :
تأتي أهمية هذه الدراسة في تحديد مواقع الضعف في كل قسم من أقسام المشفى والتعرف على التحديات لاستنباط الحلول، وقد تم البدء بالعمل لكشف جميع المشكلات الصحية المحلية ضمن دراسة إحصائية عن الوضع الصحي بمساعدة فريق قسم الإحصاء المكون من ستة عناصر حيث تم توجيه الفريق من أجل تشكيل قاعدة بيانات رئيسية وإعطاء شرح بالأرقام عن محتويات كل قسم سواء مرضى أو أسرّة وأجهزة ومعدات وغيرها ، وذلك لمعرفة مكامن الخلل الموجود ومدى مطابقته للإمكانات الفعلية التي يحتاجها كل قسم داخل المشفى ، سواء أكان تضخماً إدارياً أو نقصاً أو زيادة كوادر وما إلى ذلك .
ويضيف الدكتور عيسي : إن كل ذلك لن يتم من دون دراسة إحصائية ، حيث يعد هذا العمل كخارطة صحية تبين أكثر الأمراض انتشاراً لمعرفة أسبابها وأماكن انتشارها ومن ثم معالجة السبب ، وهدفنا رفع سوية الخدمات الصحية داخل المشفى .
مدير مناوب
كما أشار الدكتور عيسي إلى أن المشفى يتم العمل على تطويره منذ العام الماضي حيث تم وضع جدول بأسماء الأطباء المشرفين في فترة ما بعد الظهر الممتدة بين الساعة 3-8 مساء كل يوم ، حيث يعد الاختصاصي في هذه الفترة كمدير مناوب،حيث يطلب منه القيام بجميع المهام المناطة بإدارة المشفى ، الهدف من هذه الخطوة معالجة أي مشكلة طارئة وتلقي الشكاوى ومحاولة إيجاد حلول لها .
محاضرات علمية تثقيفية للأطباء المقيمين
وأضاف مدير المشفى : قمنا منذ ثلاثة أشهر بتفعيل المحاضرات العلمية بشكل دوري كل أسبوع لمدة ساعة واحدة من كل يوم خميس في قاعة المحاضرات، يلقيها الأطباء بحضور الكوادر الطبية والتمريضية ويتم اختيار موضوع المحاضرة بناء على رغبة ورؤية الأطباء المقيمين والممرضات .
إحداث قسم طبابة شرعية
ونظراً لأهمية قسم الكلية الصناعية ، فقد تم منذ أسبوع ترميم قسم الكلية الصناعية الذي يضم أحد عشر جهازاً لغسيل الكلى،وكذلك تم إنشاء قسم طبابة شرعية مع مشرحة ، وذلك بناء على ظهور الحاجة لفحص ومتابعة المتوفين من قبل الطبيب الشرعي ، وبما أن براد الجثث موجود في الأصل خارج المشفى بالقرب من قسم الطبابة الشرعية والمشرحة ، لذلك تم الاتفاق على إنشائه في المرآب ضمن خطة ترميم مدخل الإسعاف والكلية الصناعية والطبابة الشرعية .
الداخلية والأطفال بحاجة إلى أطباء مقيمين
وبيَّن رئيس المشفى أن مشكلة قديمة متجددة يعاني منها مشفى سلمية الوطني والخاصة بنقص عدد الأطباء المقيمين ولا سيما في الأقسام الأكثر أهمية وازدحاماً بالمرضى ، حيث إن المقيم الذي ينهي مهمته في المشفى وينتقل لايتم استبداله بطبيب آخر من قبل رئيس التدريب والتأهيل في مديرية صحة حماة، فأكثر الأقسام احتياجاً للأطباء المقيمين هما قسما الأطفال والداخلية ، ففي كل منهما لا يوجد سوى مقيم واحد علماً أن قسم الداخلية يضم العناية المشددة والعناية القلبية وليس بمقدور المقيم الموجود حالياً أن يتحمل ضغط العمل الهائل وخاصة في حال حدوث حالات طوارئ أو بوجود الحالات الصعبة ، إضافة إلى قسم الأطفال الذي يضم قسمي الأطفال والحواضن ومع ذلك لا يوجد سوى طبيب مقيم واحد ليس أفضل حالاً من المقيم في قسم الداخلية .
55294 خدمة
وقد بلغ إجمالي عدد الخدمات المقدمة ضمن مشفى سلمية الوطني خلال عام 2018 /670180/ خدمة ، إضافة إلى 55294 خدمة خلال الشهر الماضي .
وهذا إن دل على شيء إنما يدل على الحجم الكبير من العمل الذي يؤديه المشفى والذي يقدمه ضمن الإمكانات المتاحة ، ورغم النقص الكبير في عدد الأطباء المقيمين ، وبما أن المشفى يسعى دائماً لتقديم أفضل الرعاية الصحية والعلاج للمرضى ، ويعمل القائمون على إدارته من أجل توفير ما يلزمه والنهوض بمستواه فإن مشكلة الأطباء المقيمين تبقى في المقدمة وتعوق كل تطور ،لذلك نطالب مديرية الصحة بتزويد المشفى بعدد كافٍ من هؤلاء الأطباء بما يسد حاجة المشفى الماسة لهم .
سلاف زهرة