حيازتك هاتفاً نقالاً وخطاً, لدى إحدى شركتي الخلوي , لايعني بالضرورة أنك أصبحت قادراً على التخاطب والتواصل مع الآخرين, كما هو الحال في جميع دول العالم, والسبب ببساطة, غياب التغطية بشكل كامل تقريباً في بعض المناطق الجنوبية من مصياف, فتجاوز عدد المشتركين بخدمة النقال ـ عشرات الآلاف ـ في بعض مناطقنا لايعني بالضرورة إثارة اهتمام وانتباه القائمين على الشركتين الذين لايتوانون عند تقديم أية شكوى، تأكيد حرصهم على تلبية وتأمين أفضل الخدمات لمشتركيهم، التي يبدو أنها لن تتجاوز حدود الوعود في تحسين الأداء على ضوء الشكاوى الكثيرة التي تردهم عبر الاتصال المباشر بهم, أو عبر وسائل الإعلام.
أما الجانب الكوميدي التراجيدي معاً, فيبلغ أقصى مداه حين تريد الاتصال بالآخرين وتصعد من وادٍ إلى قمة جبل عالٍ. على كل حال وإن كان الوقت يمضي لصالح التعود والتآلف مع هذه المشكلة، فإن الذي اخترع الهاتف ووضعه في خدمة البشرية كان يعرف سلفاً أن لكل جديد بريقين, واحد لتلميع المظاهر، لاتلبث فقاعاته أن تنزوي وتزول, والآخر يحمل وظيفة أخلاقية اجتماعية خدمية، تبقى تضيء للإنسان ويضيئها بقيمه من الداخل.
فهل سيأتي يوم نستطيع فيه أن نخاطب ذوينا وأصدقائنا عبر الهاتف النقال في مختلف المناطق والمواقع دون الاضطرار للوقوف في زاوية معينة، أو قطع مسافة طويلة، أو الصعود إلى قمة جبل، للفوز بتغطية كاملة وكافية؟ أم يبقى الوضع كما هو تسديد فواتير شهرية لقاء رد يصلك بعد كل اتصال ـ الشبكة خارج التغطية؟!
توفيق زعزوع