بهدف التخلص من النفايات الصلبة وإعادة تدويرها تم تنفيذ مطمر بركان الصحي في منطقة سلمية ، وظهرت الحاجة إليه بسبب انتشار مكبات القمامة بجانب أماكن السكن مشكلة إزعاجاً مستمراً للمواطنين ، والتي تحولت إلى موطن للكلاب الشاردة والقوارض والحشرات الضارة التي تنقل الأمراض ، عدا عن الروائح الكريهة التي تنتشر نتيجة تراكم القمامة أياماً عديدة قبل نقلها وترحيلها .
بحاجة لإعادة تأهيل
يعد المطمر الصحي حلاً ناجعاً لمشكلة النفايات الصلبة والمكبات العشوائية المنتشرة في أحياء وشوارع المدينة وتعود أهميته إلى قدرته الفعلية في عملية إعادة التدوير والفرز والاستفادة منها في إنتاج الأسمدة العضوية وصناعات البلاستيك والزجاج والورق ، ومن هنا تم تنفيذ مشروع معمل النفايات الصلبة في سلمية في منطقة بركان شرقي المدينة منذ عام /2010/ والمطمر مجموعة من الخلايا الكبيرة يتم فيها وضع القمامة التي يتم ترحيلها من مدينة سلمية والريف المحيط بها إلى المطمر ، وتحديداً إلى الخلية الواحدة الجاهزة حالياً ، إلا أن المطمر الآن لا يتعدى كونه مكباً عادياً للنفايات والسبب عدم وجود مستثمر يقوم بصيانته وإعادة تأهيله من جديد ، إذ إن فكرة استثماره مطروحة منذ شهر تشرين الثاني العام الماضي /2018/ ولما تزل البلدية بانتظار المستثمر للمباشرة بدراسة الإمكانات والتجهيزات كون خط التشغيل متوقفاً منذ قبل الأزمة ، حيث تعود للمستثمر مهمة تشغيل المعمل وفرز النفايات للاستفادة من مخرجاتها.
المطمر ضروري للمدينة
الهدف من إقامة مشروع معمل النفايات في سلمية هو حصر الآثار السلبية والأضرار البيئية للنفايات والاستفادة منها كمواد عضوية وتشغيل الأيدي العاملة .
كما تعد مدينة سلمية نظراً لتردي واقع النظافة وتأخر ترحيل النفايات إلى المكب الرئيسي لها ،أحد أهم العوامل التي باتت تشكل تهديداً للبيئة والإنسان معاً داخل المدينة ، فأكوام القمامة تحولت إلى ظاهرة يتسع نطاق انتشارها يوماً بعد يوم ، وخطورتها تتفاقم لقربها ومجاورتها للمناطق السكنية ومنازل المواطنين .
أخطار بيئية وصحية للمكبات العشوائية
ووفقاً للضوابط البيئية فإن موقع المطمر الصحي يجب أن يكون بعيداً عن مناطق سكن المواطنين مسافة محددة لوقايتهم من خطر التلوث ، إلا أن تجميع القمامة في كل ركن وحي من أحياء المدينة جعلها وبسبب تأخر نقلها إلى مكب مصغر،لا يقل خطورة عن المكب الرئيسي جعلها تسبب أمراضاً عديدة ، فيلجأ الأهالي لدرء خطرها أو التخفيف منه إلى حرق النفايات المتجمعة بشكل عشوائي وتتصاعد ألسنة اللهب والدخان مشكلة خطراً آخر على صحة الأهالي في المناطق السكنية الواقعة باتجاه الريح .
المواطن سبب في نشر التلوث
العاملون في مجلس مدينة سلمية يلقون اللوم على المواطن ويعدونه لاعباً رئيسياً في نشر التلوث ويتحمل جزءاً من المسؤولية في حماية البيئة بمنع الحرق العشوائي للنفايات وتجنب الرمي العشوائي للقمامة ووضعها داخل أكياس بلاستيكية محكمة الإغلاق ووضعها في الأماكن المخصصة لها والالتزام بالمواعيد التي حددتها البلدية لكل حي لرمي القمامة بما يتوافق مع مواعيد مرور سيارة البلدية الوحيدة في الشارع أو الحي .
/340 / طناً الطاقة اليومية للمطمر
المهندس زكريا فهد رئيس مجلس مدينة سلمية بيّن أن أعمال طمر النفايات في المطمر الصحي محصورة بالنفايات غير القابلة للتدوير أي النفايات العضوية لإنتاج السماد منها ، ويتم على مراحل ، حيث يتم طمر بقايا النفايات التي تمت معالجتها ومن ثم توضع طبقة من التراب فوقها ويتم دحلها ورصها لمنع تسرب الروائح منها ثم يعاد وضع طبقة ثانية من النفايات ثم التراب ،وهكذا إلى أن يصل ارتفاعها إلى /7/ أمتار ، وبعدها يتم الانتقال إلى الخلية الأخرى .
وأوضح فهد أن مطمر بركان هو الحل الوحيد لحماية البيئة من خطر التلوث ومعالجة النفايات ، إذ تبلغ طاقته اليومية /340/ طناً إلا أن الكميات المرحّلة لا تتجاوز /120/ طناً في المدينة ومثلها تقريباً في الريف ، إلا أن ظهور النباشين في السنوات الأخيرة ساهم في تخفيض الكمية المنقولة من النفايات إلى المطمر .
سلاف زهرة