3400 هكتار الأراضي المغمورة بالغاب الفلاحون: نريد تعويضاً لخسائرنا الفادحة , الهيئة: ننتظر المنظمات الدولية
أغرقت العواصف المطرية التي ضربت المناطق السورية هذا العام مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في سهل الغاب، وألحقت ضرراً بالغاً واضحاً للعيان وأبرزها المحصول الاستراتيجي الأول (القمح).
حيث تشكل المساحات والمحاصيل المنتجة في سهل الغاب الدعامة الأساسية للقطاع الزراعي في سورية ومن المعروف أن هذا السهل يعد سلة سورية الغذائية.
بالرغم من أنه لايمكن حصر وتحديد المشكلات والمعوقات التي واجهت وتواجه الزراعة في منطقة الغاب بسبب تأثير الأزمة التي لحقت بسورية ومانجم عنها من أضرار جسيمة بجسد الزراعة السورية منذ بداية الحرب إلى الآن.
إلا أن السماء جادت على الأرض بغزارة الأمطار ما جعل الفلاح يستبشر خيراً في بداية الموسم الزراعي.
غمر آلاف الهكتارات
لكن مع اشتداد العواصف المطرية وطول مدتها زادت التوقعات بتراجعات كبيرة في إنتاجية القطاع الزراعي وانخفاض حجم المحاصيل الزراعية وخاصة الاستراتيجية منها بسبب غمر آلاف الهكتارات بمياه الأمطار، ليصبح السؤال البدهي للفلاح: أين مشاريع السدات المائية التي تخفف من غرق أرضه شتاء و جفافها صيفاً؟
وحتى أن التعويضات للفلاحين المتضررين لا تسد تكاليف الزراعة لتكون النتيجة خسارة الفلاح لمصدر رزقه الأساسي.
مع المتضررين
الفداء التقت عدداً من الفلاحين المتضررين وسجلت معاناتهم من غمر أراضيهم ومطالبهم لتنظر فيها الجهات المعنية.
خسرته بالكامل
الفلاح يعرب كامل محفوص من ناحية عين الكروم قال: منذ مايقارب الشهر وأكثر لم أستطع الوصول إلى أرضي بسبب المياه أعلم أنني لن أقطف ثمار محصولي فالواضح أنني خسرته بالكامل.
أين الحلول؟
أما الفلاح محمود محمد فقال: هل يعقل إلى الآن نعاني سنوياً من نفس المشكلات، أين الحلول للتخفيف من غمر الأراضي ؟ أم إن الوعود بقيت وعوداً ؟
مغمورة
وأضاف يائل مسعود من ناحية شطحة:
المطر أصبح علينا نقمة، كنا ننتظر رحمة السماء لكن هذا العام أصبح المطر عبئاً علينا. أنا والعديد من الفلاحين أراضينا مغمورة.
90% من الأراضي
أما رئيس الجمعية الفلاحية في ناحية عين الكروم فقال: مساحة الأراضي المزروعة بالقمح مايقارب ٢٠ ألف دونم، تضرر منها مايقارب ٩٠%، هناك بعض الأراضي تصل نسبة الغمر فيها إلى نصف متر من المياه وأكثر، لاحل لهذه المنطقة سوى بمشاريع السدات المائية والسدود، عدا أن نسبة التعويض للفلاح لاتساوي أجور الفلاحة فالتعويض بمبلغ ٢٥٠٠ ل.س للدونم هي قيمة مجحفة بحق الفلاح وتعبه.
3400 هكتار
المدير العام للهيئة العامة لتطوير الغاب المهندس أوفى وسوف قال رداً على أسئلة الفداء:
إن نسبة الأراضي المغمورة بشكل جزئي أو كلي هي ٣٤٠٠هكتار في قطاعي شطحة وعين الكروم.
ولايمكن في الوقت الراهن تقدير نسبة الأضرار على الفلاحين بسبب صعوبة الوصول إلى الأراضي المغمورة.
وتم التوجيه إلى كل الوحدات الإرشادية لموافاتنا بصور فوتوغرافية للأراضي الزراعية المغمورة.
وأضاف وسوف: إن نسبة الهطولات المطرية هذا العام فاقت الحد الطبيعي ما استوجب استنفار كل عمال و آليات الهيئة لفتح جميع الاختناقات على كامل المساحة من عين الكروم إلى جورين.
وقد تم عقد اجتماع مع مدير السياسات الزراعية في وزارة الزراعة ومدير التخطيط لوضع الأسس والأولويات التي يمكن من خلالها التدخل الإيجابي من المنظمات الدولية كون منطقة الغاب معرضة إلى نسبة هطولات مطرية عالية تؤدي إلى غرق مساحات كبيرة من الأراضي وتلف جزء من محصول القمح.
ختاماً:
إذا كانت السماء قد أكرمتنا هذا العام بأمطار وافرة وتضرر منها عدد من فلاحي الغاب الذين كانوا يتوقعون محصولاً وافر، فإنهم اليوم يطالبون بتعويض فعلي وملموس لعلهم يسدون جزءاً من تكاليف خسارتهم.
رنا عباس