تجربة مشفى مصياف بفصلها ومعالجتها رائدة النفايات الطبية الخطرة تنتظر الأوتوكلاف! 5 أطنان بحماة يومياً .. والمشافي الخاصة لا تعالجها
في الوقت الذي يتم فيه التأكيد على عدم ترك النفايات الطبية مكشوفة لمدة ساعة واحدة في العراء ، وضرورة معالجتها وفرزها وتعقيمها في المشافي، نظراً لخطرها الكبير على البيئة وعلى صحة المواطنين، فهي من أخطر أنواع النفايات، نراها تجمع كالنفايات العادية وتكدس وترمى في مكبات غير نظامية وتنبش من النباشين وتجمع من قبل عمال النظافة !.
وفي الوقت الذي نسمع فيه عن شكاوى وبالمقابل نسمع بوعود وتصريحات وتقارير حول معالجتها ، للأسف نراها مشكلة قائمة في المشافي العامة والخاصة يعاني منها المريض والمواطن والعامل في المشافي وعمال النظافة الذين ملّوا من كثرة الشكاوى بسبب أكوام النفايات الطبية التي تعد مصدراً للأمراض القاتلة عدا عن مناظرها المسيئة وروائحها الكريهة.
5 أطنان يومياً
في حماة وحسب تقديرات مديرية النظافة أنه يومياً يوجد نحو حوالى 5 أطنان من النفايات في مدينة حماة من دون غيرها من بقية مدن المحافظة حيث يقول مدير النظافة محمد صقر : تجمع النفايات الطبية كالنفايات العادية وترمى في مكب كاسون الجبل وذلك من خلال ترحيلها من قبل المديرية بسيارات مخصصة مرة وأحياناً أكثر من مرة في اليوم الواحد في المشافي العامة والخاصة .
الأوتوكلاف بخطة الخدمات
في حين أن رئيس مجلس مدينة حماة عدنان طيار أكد أنه تم تشكيل لجنة في محافظة حماة ستقوم بزيارة إلى محافظة اللاذقية للاطلاع على تجربتها في هذا المجال علما أن مشروع الأوتوكلاف أدرج بخطة مديرية الخدمات الفنية لعام 2019 لتنفيذه على أرض خصصها مجلس مدينة حماة إضافة إلى إحداث مكب خاص لها.
فصلها
أما الدكتور جهاد عابورة فقد قال: وجهنا جميع المشافي العامة والخاصة لضرورة فصل النفايات الطبية عن العادية ثم نقلها إلى مطمر كاسون الجبل ريثما يتم تنفيذ مشروع الأوتوكلاف المركزي في المدينة.
مشفى مصياف أنموذجاً
مشيراً إلى أن مشفى مصياف هو المشفى الوحيد على مستوى المحافظة الذي تفصل فيه النفايات الطبية ويتم تعقيمها وذلك بسبب وجود جهاز الأوتوكلاف الذي لايتوافر في معظم المشافي، أما في بقية مشافي المنطقة فيتم نقلها وترحيلها بالتعاون مع مجالس المدن.
تجربة مشفى مصياف
وللاطلاع بشكل أوسع على تجربة مشفى مصياف تحدثنا مع مديره الدكتور ماهر اليونس حيث قال: خطتنا للتعامل مع النفايات الطبية تتم وفق خطوات معينة تبدأ بفصل النفايات الخطرة الخامجة، وهي تلك الناتجة عن الضمادات والحروق والأدوات التي تكون على تماس مباشر مع الدم والأعضاء المبتورة والأجنّة الميتة وأنابيب جمع وتحليل الدم وعبوات اللقاح.
وكذلك النفايات الجارحة التي تشمل الأدوات الواخزة والمشارط والأنابيب الزجاجية المكسورة وجميع الأدوات التي تسبب وخزاً للجلد إذا لامسته.
فصلها عن العادية
تفصل هذه النفايات بنوعيها عن النفايات العادية وذلك بوضع النفايات الخامجة في أكياس نايلون صفراء مقاومة للتسرب وتغلق جيداً ويكتب عليها نفايات خامجة، أما النفايات الحادة فتوضع ضمن عبوات بلاستيكية مقاومة للانثقاب والوخز وتوضع هذه العبوات ضمن أكياس صفراء ويكتب عليها نفايات جارحة، حيث تجمع هذه النفايات المعبأة بالأكياس من الأقسام المنتجة وتوضع ضمن حاويات تلون باللون الأصفر وتغلق جيداً ويكتب عليها نفايات طبية خطرة وهذه الحاويات توجد في أماكن مخصصة لها بعيداً عن المراجعين وعن مصادر المياه والكهرباء منفصلة عن مواقع تجميع النفايات العادية، ويتم تعقيمها من خلال الجهاز المخصص ثم ترحيلها في أوقات محددة بعد تحقيق شروط السلامة الصحية علماً أنه يوجد مهندس منسق لشؤون النفايات يوجد أثناء جمع النفايات الخطرة من الأقسام.
البيئة تؤكد
على التعقيم والمعالجة
أما مديرية البيئة فدائماً تطالب وتؤكد ضرورة إجراء التعقيم للنفايات وضرورة فصلها داخل المشفى كالآلات الحادة وبقايا المواد الكيميائية التي قد تنتقل إلى المياه وتسبب تلوثاً للمياه الجوفية محدثة أمراضاً خطيرة، كما تؤكد دائماً على ترحيل البقايا البشرية إلى المطمر مباشرة، والانتباه إلى موضوع حرقها بشكل عشوائي بل يجب أن يكون علمياً ومدروساً ، لأن الحرق يطلق مجموعة هائلة من الملوثات فموضوع الحرق يتطلب وجود محارق خاصة تتوافق مع المعايير العالمية الخاضعة للرقابة لذا يجب أن تعامل النفايات الطبية معاملة خاصة ، وتولي مديرية البيئة مسؤولية التخلص من النفايات بطرق سليمة إلى كل من البلديات والمشافي حيث يوجد عدد من البلديات غير متعاونة في هذا المجال لا ترحلها بشكل يومي ما يجعلها تتكدس وتصبح مصدراً كبيراً للتلوث.
ونحن نقول :
لاخلاف على الطريقة ولاخلاف على الجهة المسؤولة وإنما الخلاف إلى متى سيتم المواطن ضحية الإهمال في الوقت الذي يجب أن تكون فيه صحته من الأولويات ولاسيما أن الموضوع لايتطلب الكثير وإنما فقط قليل من المتابعة والتعاون والتنظيم .
نسرين سليمان