صـــوت الفــــداء : طرقنا .. بالسلامة

إذا كانت كل الطرق تؤدي إلى الطاحون كما يقال فإن تنفيذ شبكة الطرق يحتاج إلى تخطيط دقيق ودراسة علمية متكاملة ، وتنفيذ سريع وفق المواصفات المطلوبة حتى لا تكون سبباً في وقوع الحوادث وتعطل الآليات ،  واستنزاف مئات الملايين من الليرات كمبالغ صيانة وتعديل مواصفاتها . 
 فشبكة الطرق  بالمحافظة تعاني من مشكلات متعددة  في ظل عدم إمكانية إنارتها ، وأهمها غياب المحددات الطرقية والعواكس الضوئية التي تحدد مسار الطريق وعدم وجود دهان عاكس أو مساميرعاكسة للضوء ، وهذا ينطبق على معظم طرق المحافظة تقريباً وكذلك عدم وجود أقنية لتصريف مياه الأمطار عنها مما تسبب في انتشار برك المياه عليها ، وانقطاع السير لعدة ساعات وعدة أيام أحياناً كما هو حال طريق حماة  مصياف ، بالإضافة إلى تعرض بعضها إلى انجرافات التربة كما هو الحال بطريق بعمرة البياضية وطريق حماة القدموس .
ومن مشاكل الطرق أنه يتم قشط  مساحات كبيرة من الطريق للسبر والدراسة وعدم تنفيذ صيانتها إلا بعد فترة طويلة مما يتسبب في ارتفاع تضرر الآليات بسبب عوامل الاحتكاك وتعرضه للظروف الجوية يزيد تضرره ، كما في طريق عقرب حماة الذي يعاني أسوأ حالاته.
لا شك أن ازدياد حركة السير وزيادة حركة السيارات والحمولات أثرت على بعض الطرق التي تربط المحافظة بالمحافظات الأخرى وخاصة طريق حماة القدموس طرطوس ، لكن ذلك لا يعني شماعة لتعليق التقصير في صيانة هذا الطريق وخاصة وجود العواكس الضوئية والمحددات ، بالإضافة إلى الدهان البارد والعاكس الغني بالبلورات أسوة بالطريق القادم من طرطوس باتجاه المحافظة .
أخيراً : إن التخطيط السليم في إنشاء الطرق ومستلزماتها والتنفيذ الجيد والصيانة الدورية والتنسيق بين مختلف جهات الخدمات العامة  من مياه وصرف صحي وكهرباء وهاتف وبلديات حتى لا يتم حفر الطرق أكثر من مرة سيوفر مبالغ بمليارات الليرات سنوياً بشكل مباشر من خلال المحافظة عليه فترة طويلة وتقليص نفقات الصيانة وبشكل غير مباشر من خلال التقليل من الحوادث والحفاظ على الأرواح والآليات العامة والخاصة بالإضافة إلى أن الطرق تشكل أحد أهم مؤشرات مستوى جودة الخدمات العامة والوجه السياحي والاقتصادي لها .

 

* عبد اللطيف يونس 

المزيد...
آخر الأخبار