المتنزهات الشعبية في مدينة حماة جميلة وجاذبة للمواطنين ، الذين يقصدونها بالأيام الدافئة وخلال العطل، ليقضوا فيها وقتاً ممتعاً.
وهي مريحة للنظر والقلب ، كونها ساحرة الخضرة ، ومخدمة بمناهل مياه للشرب ، وحاويات قمامة ليضع فيها مرتادوها مخلفات طعامهم وشرابهم بعد الانتهاء من مشوارهم أو سيرانهم بالتعبير الدارج ، وفيها مقاعد يمكن للمواطنين استخدامها بكل يسر وسهولة ، فيما يصحب مواطنون آخرون معهم كراسي وطاولات والأراكيل إذا لم يرغبوا باستئجارها ممن يؤجرها بتلك المتنزهات ، ونعني هنا حدائق أم الحسن ودوار النصب التذكاري ومجلس المدينة القديم للمسنين، إضافة لكتف البرناوي وهضبة عين اللوزة بالقرب من مدينة الملاهي ، ودوار القائد الخالد على طريق حمص.
وهي تزيد حماة جمالاً وسحراً ، وتمتاز بروعتها ونظافتها على العكس من المتنزهات الشعبية في مدن المحافظة الأخرى، التي تفتقر لأبسط شروط المتنزهات الشعبية، كحديقة الزراعة وكورنيش الصالة الرياضية في سلمية على سبيل المثال لا الحصر .
فباستثناء المقاعد والطاولات الإسمنتية التي نفذتها شبكة الآغا خان للتنمية بالكورنيش المذكور وإنارته بالطاقة الشمسية كي يقصده الأهالي ، لاشيء يستحق الذكر، بهذا المجال في مدينة تحتاج إلى الكثير من الاهتمام بالخدمات العامة، فما بالكم بمتنزهاتها الشعبية التي لا تشبه شيئاً من المتنزهات ، فعافها المواطنون واتجهوا إلى كتف جبل عين الزرقاء وقلعة الشماميس، ويصحبون معهم كل مستلزماتهم وليفترشوا الأرض أيضاً ، ونستغرب لماذا لاتطرح الجهات المعنية هذه المواقع للاستثمار ، فهي تدر لها مبالغ كبيرة فيما لو استثمرت الاستثمار الأمثل .
أخيراً ، مادمنا بدأنا حديثنا عن المتنزهات الشعبية بحماة سنختم به لنقول : إن تلك المتنزهات الجميلة لا يعكر جمالها سوى ترك بعض المواطنين مخلفات طعامهم وشرابهم وراءهم رغم وجود الحاويات والسلات المخصصة للقمامة، غير عابئين بالنظافة العامة، ما يجعلنا نشدد على ضرورة الاهتمام بهذا الجانب ، وأن يؤدي كل مواطن دوره بالنظافة العامة وسلامة البيئة .
ونعتقد أن ليس في الأمر أي غضاضة إذا جمع كل مواطن أكياس النايلون والعلب البلاستيكية والمعدنية وفحم الأركيلة المنطفئ وبقايا الطعام في كيس وحمله إلى الحاوية أو السلة القريبة منه .
فالحفاظ على نظافة هذه المتنزهات الشعبية من واجبه أيضاً.
محمد أحمد خبازي