أليس غريباً أن نقرأ ونسمع عن مشاريع بمئات الملايين من الليرات، تنفذ سنوياً في مجال الكهرباء ، مع أننا نعاني من التقنين الجائر منذ سنوات طويلة إن لم نقل منذ عقود ، عندما كانت فيها المولدات التي تعمل على البنزين تصدع رؤوسنا بالشوارع والأسواق والمنازل ، ما يجعلنا نحمد الله سبحانه وتعالى على أننا اليوم نعيش عصر اللدات والبطاريات السائلة والجافة، التي أبدعها خصيصاً لنا الأشقاء الصينيون ؟!.
ثم أليس غريباً فعلاً أن نسمع ونقرأ عن إنفاق مئات الملايين من الليرات على مشاريع مياه شرب، تنفذ على مدار كل عام في مدن المحافظة ومناطقها وبلداتها ، ومع ذلك ثمَّة قرى لايرى أهلوها المياه إلاّ كل أسبوعين مرة ، وثمة معاناة حقيقية في بعض القرى من شح مياه الشرب ، وبأحسن الأحوال تدار المياه كل خمسة أيام على حي من أحياء بعض المدن كسلمية على سبيل المثال والحصر ؟!.
ثم أليس غريباً حقاً أن نقرأ ونسمع عن عقود مع جهات محلية ودولية لجمع وترحيل القمامة من مدننا وأريافنا ، وعن إجراء صيانات مستمرة لآليات الوحدات الإدارية ، وعن تخصيص اعتمادات سنوية لتحقيق النظافة العامة ، بينما القمامة تتكوم وتتكدس يومياً في أحيائنا وبمنصفات الشوارع الرئيسية وعلى نواصي الطرقات والأرصفة وأمام منازل الأهالي وقرب الحاويات وفيها أيضاً ؟!.
وبينما تنتشر في مكبات غير نظامية وبالأراضي الزراعية وعلى جوانب الطرقات في بعض المدن والقرى ؟!.
وأليس غريباً أن نقرأ ونسمع عن خطط سنوية لمشاريع صرف صحي ومحطات معالجة، ومحاور إقليمية وتجديد وتغيير شبكات مجارٍ ، ومع ذلك ترى الصرف غير الصحي يتدفق بمجرى العاصي وبساحة العاصي وسط مدينة أم النواعير ، والمياه المالحة تسرح بالطرقات في بعض القرى وبين بيوت الناس ، فيما يعتمد مواطنون كثر الحفر الفنية وماهي بفنية في قرى آخرى؟!.
وأليس غريباً أن نقرأ ونسمع عن برامج صحية سنوية أيضاً ، لمكافحة اللشمانيا واستئصالها نهائياً من مناطق المحافظة الموبوءة بها، بينما صارت داءً معنِّداً ولم تستطع كل تلك البرامج بما أنفق عليها من ملايين الليرات ، أن تحدَّ من ازدياد عدد الإصابات بها ، أو تخفف من معاناة المصابين بها وآلامهم وخصوصاً الأطفال منهم ؟!.
قسماً بالله ( شي بيطيِّر العقل ) ولربما على أقل تقدير شيء ما يضعُ العقل بالكف !.
محمد أحمد خبازي