نبض الناس : مثال صارخ عن عرقلة عملنا !

طريق الصحفيين ليست مفروشة بالورود دائماً ، وإنما بالأشواك بأغلب الأوقات شأنها في ذلك ، شأن الدرب إلى الحقيقة التي لا يريدنا بعض المسؤولين بلوغها ، لإظهارها جليةً للرأي العام ، واطلاع المواطن عليها كحق له من حقوق الإعلام  المهني الذي يُعنى بقضاياه الصغرى والكبرى ، أي بكل تفاصيل حياته وجزئياتها .
ولم يكن من عبثٍ إطلاق صفة مهنة المتاعب على الصحافة ، لأنها كذلك فعلاً ، ومن متاعبها الشديدة الاصطدام بعقليات تعيش خارج السياق الزمني الراهن ، المواكب لتطور الحياة وتغير أساليب العمل الإداري والخدمي المتخلفة ، من مفهوم الوجاهة – هذا المرض المزمن  – إلى خدمة المواطن ، الذي لم تعيه تلك العقليات الصلدة والصدئة حتى اليوم !.
لذلك تراها وكأنها في مكاتبها تعيش بجزر معزولة عن العالم ، لا تعرف ماذا يجري خارجها ، ولا تريد أن تعرف حجم المعاناة التي يعاني منها المواطنون في مجال عملها، وهي التي كُلِّفت بمهامها لخدمتهم وتحسين واقعهم الخدمي، ولتنفذ التوجيهات الحكومية والسياسات الخدمية وفق خطط وبرامج وعمل يومي دائب ، لأن المواطنين هم الغاية والهدف لأي تنمية وطنية شاملة !!.
ولذلك تراها تعرقل عملنا الصحفي الذي لا ننشد منه غير الحقيقة من مصادرها وعرضها للمواطن شريكنا بالإعلام الحقيقي ، وتضع بطريقنا الأشواك والمطبات لمنعنا من أداء عملنا بمهنية عالية ، وبالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقنا نحو المواطن .
وبالطبع قد تنجح تلك العقليات بتحقيق مرادها مرة ، ولكنها تفشل بأغلب المرات، إذ لا تستطيع مداراة شمس الحقيقة بغربالها ، ومهما حاولت لن تستطيع إخفاء الواقع السيئ أو تجميله ، وتخطئ إذا اعتقدت نفسها مصدر المعلومات الوحيد ، أو أنها ستجعل الصحفي يملُّ ويحلُّ عنها إذا ما عرقلت عمله مرة أو مرات !.
نقول قولنا هذا ، وبين أيدينا مثالٌ صارخ ٌ عن عرقلة عمل الصحافة والتصرف معها بإسلوب غير لائق وبعيد عن الحكمة !.
ففي الوقت الذي يبدي فيه معظم رؤساء مجالس الوحدات الإدارية كل التعاون مع الزملاء بقسم التحقيقات الذين تكلفهم جريدتنا بمهام حول الواقع الخدمي بمناطق المحافظة ، نرى رئيس مجلس مدينة سلمية الوحيد الذي يشكل حالة ً نافرة بهذا المجال ، رغم محبتنا له وتقديرنا لسمعته العطرة.
فهو يعرقل عمل زملائنا في سلمية ويتعامل معهم وكأنهم من أدنى المراتب الوظيفية بملاك مجلس المدينة ، بدلاً من أن يتعاون معهم أقصى درجات التعاون  كون الهدف من عمله وعملهم واحداً والغاية واحدة ، أي خدمة المواطن وتحسين واقعه الخدمي .
وقد تكرر هذا السلوك المستغرب من حبيبنا رئيس المجلس غير مرة مع الزميلين سلاف زهرة وحسان نعوس ، ونأمل ألاّ يتكرر  لأننا سنظل نكلفهم بمهام ، وسيظل بالنسبة إليهما مصدر المعلومات ومعرفة الحقيقة  حول كل ما يتعلق بواقع المدينة الخدمي وعمل البلدية ومشاريعها وخططها بتخديم المواطنين .
وإذا لم يرغب بذلك ، فليكلف نائبه الذي يتسم بسعة الصدر وموثوقية المعلومات والغيرية على المدينة وأهلها بمهمة التعاون مع الصحفيين والرد على أسئلتهم .
وإن لم يرغب ، فليحدث مكتباً صحفياً بمجلس المدينة ليؤدي هذه المهمة ويرد على أسئلة الصحفيين خلال مدة أقصاها 24 ساعة .
فنحن كصحافة لدينا مهام أيضاً، ويجب علينا إنجازها بالشكل الأمثل ، وعلى عاتقنا مسؤوليات جسيمة تجاه مواطننا وبلدنا يجب أن نؤديها بأمانة .

* محمد أحمد خبازي

المزيد...
آخر الأخبار