الفداء- زهراء كمون
أحبطت قوات الجيش الأردني فجر اليوم الجمعة محاولة تسلل نفذتها مجموعة مهربين عبر الحدود السورية–الأردنية، انطلقت من قرية خربة عواد في ريف السويداء الجنوبي، وفق ما أفادت به مصادر إعلامية سورية محلية. وتعد الحادثة امتداداً لتصاعد نشاط تهريب المخدرات في المنطقة خلال الأشهر الأخيرة.
ووفق المصادر، فإن المجموعة التي تضم 12 مهرباً من أبناء العشائر المقيمة في القرى الجنوبية والجنوبية الشرقية من السويداء، حاولت عبور الحدود مستغلة الضباب الكثيف الذي يغطي المنطقة خلال ساعات الفجر، وهو عامل تستخدمه شبكات التهريب بشكل متكرر لتمويه تحركاتها.
وتشير مصادر محلية إلى أن المجموعة ترتبط شبكياً بتجار مخدرات من أبناء المحافظة، وأن شحنة المخدرات كانت تعود لتجار دروز يمولون عمليات التهريب. وتؤكد المصادر أن المجموعة تحركت من منزل أحد سكان خربة عواد المعروف بصلاته بهذه الشبكات.
وتضيف المصادر أن المهربين يعتمدون على عناصر من العشائر لتنفيذ عمليات التسلل لخبرتهم بجغرافيا المنطقة، ومعرفتهم بخطوط التهريب، إضافة إلى وجود صلات قرابة ومعارف لهم داخل الأردن تساعد في استلام الشحنات.
وتشير المصادر الإعلامية السورية إلى أن المجموعة المنفذة ترتبط، بما ينسب إلى شخصية محلية تدعى جامل البلعاس، التي تتهمها بعلاقات مع جهات إقليمية بينها إيران وحزب الله اللبناني.
كما اتهمت المصادر مجموعات مسلحة محلية، بينها فصائل من “الحرس الوطني”، بتوفير الحماية اللوجستية لشبكات التهريب.
وتذكر تقارير إعلامية محلية أن عدداً من العشائر التي لا تزال تقطن القرى الجنوبية للسويداء تحظى بحماية مباشرة من تجار المخدرات والفصائل المسلحة، الأمر الذي يوفر بيئة مؤمنة لاستمرار نشاط التهريب رغم التوترات الأمنية المتصاعدة.
وتصدت قوات حرس الحدود الأردنية للمجموعة وفق قواعد الاشتباك، ما أدى إلى إلقاء القبض على أحد أفرادها في حين تمكن الآخرون من التراجع إلى داخل الأراضي السورية. وتقول المصادر: إن التحقيقات الأردنية مع المقبوض عليه قد تكشف مزيداً من التفاصيل حول شبكات الدعم والتمويل.
وتربط تقارير سورية محلية بينها ما نشرته صحيفة «الجماهير» محاولات التهريب المتكررة ب “مشهد أكبر” تتحكم فيه فصائل محلية تعمل تحت تأثير شخصيات نافذة وارتباطات إقليمية.
وتشير تقارير إلى أن تلك الفصائل تمارس نفوذاً واسعاً يشمل الاستيلاء على جزء من المشتقات النفطية، والمساعدات الإنسانية المخصصة لسكان المحافظة وبيعها في السوق السوداء، ما فاقم معاناة الأهالي.
كما تتهم تلك الفصائل بارتكاب انتهاكات بحق معارضين لها، بينها حالات اعتقال وتصفية، في ظل غياب سلطة مركزية قادرة على ضبط الوضع الأمني في الريف الجنوبي.
كما أعربت مصادر مطلعة على نشاط التهريب في الجنوب السوري عن مخاوف من إمكانية لجوء الجانب الأردني إلى تصعيد عسكري قد يشمل تنفيذ ضربات جوية ضد مواقع يشتبه بأنها مراكز انطلاق لعمليات التهريب، خاصة بعد توقيف أحد المهربين، واحتمال كشفه معلومات حساسة.
تسلط هذه الحادثة الضوء على تعقيد ملف تهريب المخدرات في الجنوب السوري، المعتمد على شبكات محلية وتحالفات عشائرية وامتدادات إقليمية. ومع استمرار التحقيق الأردني، يبقى التوتر الحدودي مرشحاً لتطورات قد تنعكس مباشرة على سكان السويداء والمناطق المحيطة.