عصر المعلوماتية .. ولكن !

ليس لأنها عصب الحياة وشريانها الأبهر ، أولت الدولة المعلوماتية اهتماماً كبيراً ، تجلى بتأسيس الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية وفروع لها بالمحافظات ، ونشر البرنامج الوطني للمعلوماتية في المجتمع ، قبل سنوات طويلة ، وإحداث مدارس ومعاهد وكليات جامعية لتدريس هذا الاختصاص المهم وربطه بالمجتمع ، إضافة لإقامة دورات على مختلف المستويات لتعليم المعلوماتية وتطبيقاتها وإدخالها إلى مؤسسات الدولة العامة والخاصة ، بحيث بات اليوم كلُّ شيء في حياتنا مؤتمتاً ، وتدخل المعلوماتية في صلب تكوينه .
وأما من حيث تدريسها بمدارسنا ، فالواقع يشير إلى أنه ليس على مايرام ، رغم مضي تلك السنوات الطويلة على إقراره وفق مناهج بحاجة إلى تطوير مستمر ، على الأقل كل عامين مرة ليواكب المتغيرات في العالم المتسارعة بشكل كبير ، ورغم توفير كل السبل والوسائل الضرورية لذلك ، ومنها الحواسيب التي أمست قديمة وبحاجة إلى استبدال وتطوير ، والكوادر المتخصصة ولكنها غير كافية لتلبية طلب شبابنا المتزايد على المعلوماتية ورغبتهم بدراستها والتأسيس فيها من المرحلة الإعدادية ، بل وربما من الابتدائية !.
وتواجه تدريس المعلوماتية اليوم إضافة إلى المعوقات التي ذكرناها سابقاً مشكلتان ، أولاهما عدم توافر النت بالعديد من المدارس العادية والمتخصصة التي تدرس هذه المادة نظرياً وعملياً .
وثانيتها انقطاع التيار الكهربائي وخصوصاً في أوقات الحصص العملية ، وعدم توافر مولدات لتشغيل الحواسيب وإن وجدت في بعض المدارس فلا يوجد لها مازوت !!!.
وكل هذه الأسباب مجتمعة إضافة إلى تكليف مدرسي رياضيات أو فيزياء ، ساهم بما يشهده واقع تدريس هذه المادة من معوقات وصعوبات بالغة التعقيد ، ينبغي معالجتها بأسرع وقت ممكن ، لتحقق نتائج إيجابية وعالية النسبة بتدريس هذه المادة التي هي كما قلنا بدايةً عصب الحياة وشريانها الأبهر ، وأن عصرنا الراهن هو عصرها .

محمد أحمد خبازي 

المزيد...
آخر الأخبار