يعاني المتقاعدون في سلمية الأمرّين للحصول على رواتبهم الشهرية. فأعدادهم الكبيرة التي تأتي إلى مكتب البريد عند نهاية كل شهر من أجل القبض، لاتتناسب مع مساحته الضئيلة، فهو يقع في مبنى قديم ضيق لايمكنه استيعاب أعداد المراجعين القادمين من الريف و المدينة، فهؤلاء المسنين يحتشدون في قاعة صغيرة تكاد فيها أجسادهم المتعبة تلتصق ببعضها وبشكل مزعج و غير لائق بأناس أفنوا حياتهم في الخدمة العامة .
ومما يزيد الأمر سوءاً عدم وجود عدد كاف من الموظفين لتقديم الخدمة بشكل أسرع و أفضل، فهناك موظفة واحدة فقط لتقبيض رواتب كل تلك الأعداد من المراجعين .
ولكم أن تتخيلوا ما يحدث في تلك الحالات، فلا يمكن لأحد من المنتظرين الحصول على راتبه الشهري قبل أن يقف لساعتين أو أكثر .
الجميع يعرف بأن هناك بناء جديداً للبريد تم تشييده في الحي الغربي من المدينة من أجل تقديم هذه الخدمة، وسيكون فيه كل وسائل الراحة المطلوبة، وقد أصبح جاهزاً، ولكن لا أحد منهم يعرف بدقة متى يتم الانتقال إليه. ففي كل شهر يقولون لهم إن الانتقال سيتم في الشهر الذي يليه و لكن لاشيء تغير حتى الآن والأمر بقي على حاله و المعاناة هي ذاتها فإلى متى؟!
عهد رستم