كثر الحديث بالآونة الأخيرة عن مخاطر إنشاء منطقة صناعية في ديل العجل شرقي سلمية ، من حيث تأثير الرياح على المدينة ومياهها الجوفية والطاقة الكهربائية !.
وقد غاب عن بال المتحدثين المعارضين لإنشائها رغم الضرورة القصوى والأهمية الكبرى للمنطقة وأهلها عموماً ، أن أي إحداث لأية منطقة صناعية لا يتم هكذا خبط عشواء ومن دون دراسات للتربة والأثر الكيمائي والبيئي ، والحاجة لحوامل الطاقة ، التي تخصص لها ولا تستجر من مخصصات المنطقة التي تقع قريبة منها ، ولا تستنزف حاجة الأهالي من مورد طبيعي أو فني أو صناعي .
فللمنطقة الصناعية ، بنيتها التحتية الخاصة ، وخزاناتها الكهربائية ومصادرها المائية ، ونقاطها الطبية والشرطية ومخبزها ، وكل الوسائل والأسباب التي تكفل عمل المخصصين بمقاسمها ، وكلها تنفذ بحسب دراسات هندسية وفنية لا تشوبها شائبة ، وليس لها أي منعكسات سلبية إذا ما نُفِّذَت بالشكل السليم والصحيح .
وباعتقادنا ، لا مبرر على الإطلاق لمعارضة تنفيذ منطقة صناعية شرقي سلمية ، وخصوصاً من حيث أثرها البيئي ، الذي كما قلنا هو من اختصاص مديرية البيئة بالمحافظة الوحيدة القادرة على تقييمه ، بما تمتلكه من طاقات هندسية وخبرات فنية مؤهلة علمياً ، والوحيدة التي باستطاعتها البت في هذه المسألة التي يتخوف منها المعارضون .
فالنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ، ليسوا من ذوي الخبرة الفنية أو المؤهل العلمي ، الذي يُمكِّنُهم من إطلاق أحكام قطعية ، لا يجب إطلاقها من دون سند علمي أو دراسة فنية معتمدة من مكاتب هندسية خبيرة أو من جهات بحثية كالجامعات والشركات العامة المتخصصة بمثل هذا النوع من الدراسات القيِّمة .
وبدلاً من الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي ، ينبغي لكل الجهات المعنية والمسؤولة والفعاليات المجتمعية ، تكريس كل جهودها لمتابعة إحداث هذه المنطقة أو المدينة ، في الموقع الذي حدد لها بديل العجل ، فثمَّة من يتداول أحاديث أو شائعات عن إلغائها ، ونرجو ألاَّ يكون ذلك صحيحاً .
* محمد أحمد خبازي