في الوقت الذي يمد فيه مجلس مدينة حماة قميصاً زفتياً للعديد من الشوارع والطلعات التي كانت محفرة وسيئة بالمدينة ، ويعيد تأهيلها ليخلص المواطنين والسائقين من معاناتهم اليومية من سوئها ، ترى بعض مجالس المدن الأخرى لا بالعير ولا بالنفير كما يقال بالمأثور الشعبي !.
فالشوارع المحفرة والأرصفة المكسرة في سلمية ومصياف والسقيلبية على سبيل المثال لا الحصر ، تقدم دليلاً ساطعاً على إهمال مجالس المدن المتعاقبة لهذا الجانب الخدمي المهم ، وكأن معالجته لم تكن من الضرورة القصوى ، وكأن الحفر الطولانية والعرضانية ليست مؤذية لوسائط النقل العامة والخاصة ، ولا تسبب إرباكات أو أمراضاً للمواطنين ؟!!.
وكأنه قدرٌ ومكتوبٌ على مدننا أن تظل العديد من شوارعها الرئيسية وطرقاتها الفرعية ، وأرصفتها العجيبة الأشكال والغريبة المنظر والمستويات ، مشكلة المشكلات المزمنة التي لا تدخل في حسبان المجالس ولاتعيرها أي اهتمام بخططها السنوية وبرامجها التنفيذية !.
ولو كان مانقوله غير صحيح ، أي لو كانت شوارعنا وطرقاتنا وأرصفتها بصلب اهتمامات مجالس المدن السابقة والحالية ، لكانت اليوم لاتشوبها حفرة ولا تزعج مواطناً ، ولا تسبب خللاً فنياً للسيارات والسرافيس التي تحتاج لصيانة مستمرة ، وتزيد في أعباء أصحابها المالية مايرهق فعلاً .
والسؤال الذي نود طرحه ، أليس لترميم الشوارع والطرقات والأرصفة ، اعتمادات سنوية يجب أن تنفق على إعادة تأهيلها لتكون صالحة للاستخدام ، ولاتسبب أي إرباكات أو إزعاجات لمستخدميها ؟.
وأين تذهب هذه الاعتمادات بل أين تنفق إذاً ، مادامت شوارعنا وأرصفتنا بهذا السوء ؟.
وأين كانت الجهات المسؤولة التي يجب أن تسأل مجالس المدن عن أعمالها وإنفاقاتها بهذا المجال ، وتُسائلها عن تقصيرها بترميم الشوارع وتأهيل الأرصفة ، التي تحتاج اليوم إلى عملية إسعافية؟.
قد يقول قائل : في كل عام ترمم الوحدات الإدارية شوارعها وطرقاتها وإرصفتها وتنفق على ذلك عشرات الملايين من الليرات ، ولكن الكثافة المرورية تخربها ؟!!.
و باعتقادنا هذا التبرير غير مقنع ، وهو غطاء للفساد في إعادة تأهيل تلك الشوارع والطرقات والأرصفة ، فلو كان التنفيذ سليماً لما كان واقعها اليوم بهذا السوء ، ولو كانت الرقابة على المتعهدين أو الجهات المنفذة قائمة أثناء التنفيذ وعلى المواد المستخدمة بالترميم وإعادة التأهيل، لما كانت شوارعنا وطرقاتنا وأرصفتنا بهذه الرداءة !.
* محمد أحمد خبازي