اقترب عيد الفصح المجيد مسدلاً ستائر الرحمة وجو المحبة والود بين جميع الناس, أصر الأهالي في مدينة محردة رغم كل الظروف الصعبة التي يمرون بها على متابعة طقوس العيد التي اعتادوا القيام بها بدءاً من الصوم الكبير الذي ساروا عليه جميعاً والذي يستمر 40 يوماً وقد رافقته بقية العادات الموروثة التي ترمي إلى نشر الخير والمحبة ومساعدة الفقراء والمحتاجين فيقترب الناس بذلك من بعضهم بعضاً ثم من الأب السماوي بعمل الخير والتقوى.
انتشرت مظاهر كثيرة في هذه الفترة هي عادات متوارثة منذ سنين عن الآباء والأجداد مع تغير في الشكل فقط لكن مضمونها واحد، بداية كانت تقتصر على صحون الطعام وبعض الحاجات المنزلية يتبادلها الناس فيما بينهم، أما اليوم نجد مظاهر مختلفة, في البدء افتتح في مقر البربارا وسط المدينة موقع للتبرع بالملابس والنقود كل حسب طاقته، فتجد المكان يعج بالناس كل يوم بعد تلاوة الصلاة الربانية في الكنائس , كما قدم أحد التجار محله التجاري كمقر لكل مواطنة ترغب بالتبرع بأحد أنواع المازا التي تصنعها بنفسها وتقدمها فتباع ويعود ريعها للمحتاجين، فقامت النساء بتقديم صحون من الكليجة والبيتزا الشهية أو البسكويت بأشكال مختلفة، وذلك بعد ترتيبه بصحون خاصة كالتجاري تماماً، كما قام بعض أصحاب المحال التجارية الرسمية بتخفيض أسعار البضائع لديهم مما زاد من تهافت الناس إليهم للشراء أيضاً يعود ريعها للمحتاجين ـ كل ذلك كي يستقبل الناس جميعاً العيد وهم يلبسون ثوب الفرح.
سوزان حميش