البعث لم يؤسس بمرسوم أو بقانون إنما ولد ضمن سياق تاريخي من معاناة الكادحين الذين رأوا فيه تحقيقاً لأهدافهم الوطنية والقومية والإنسانية فهو يتضمن نظرية تكونت نتيجة نضال مرير ضد الاقطاع البغيض والبرجوازية التي كانت تستغل العامل وتحرمه أسباب الحياة لأن هدفها الربح السريع وكونها عقارية مرابية فلا يمكن أن تبني قاعدة اقتصادية للمجتمع وقد نشأ البعث في ظروف يسودها القهر والاستعمار والظلم والاستغلال لذلك التف حوله العمال والفلاحون الذين لولا سعيهم لأصبحت الأرض يباباً إذ يمثل العمال والفلاحون العمود الفقري في تنظيم البعث الذي اتبع في نضاله اسلوبا علميا في معالجة الظواهر غير الطبيعية في المجتمع من خلال تحليله لواقع المجتمع العربي وإيجاد الحلول الناجعة واستشراف آفاق المستقبل لقد رفع شعارات الجماهير في تحقيق الوحدة والتحرر والعدالة والمساواة وتعلق به كل من يتطلع لتحقيق هذه الأهداف ولا يمكن أن يعمل على تحقيقها إلا أصحاب المصلحة الحقيقية في انجازها فكان تنظيمه خال من كل الشوائب التي لاتنطبق على وحدته الفكرية والتنظيمية ليبقى نسيجه سليماً معافى لذلك كانت أداته تمثل الحامل الواعي لفكره وتوظيفه بين الجماهير الكادحة لتحصينها ضد الفكر المتخلف والأفكار الاخرى التكفيرية والنزعات الاقليمية والرجعية التي تشوه المجتمع وتخلق لديه الجمود والمراوحة في المكان وقد مر البعث قبل التأسيس بمراحل عدة سميت أولاً مرحلة البدايات /1941_1943ثانياً ومرحلة النشوء من /1943_1945 ثالثا مرحلة التأسيس من 1945_1947 حيث المؤتمر التأسيسي الأول في 7نيسان 1947 الذي أصدر عدة وثائق فكرية وتنظيمية تضمنت دستور الحزب _انتخاب قيادة قومية وعميد للحزب وبيان سياسي يحلل الواقع العربي والدولي آنذاك ونظام داخلي لحزب البعث والبعث كان ومازال يمثل دينمو المجتمع في تنظيم الجماهير بمنظمات شعبية ونقابات مهنية وعمالية وفلاحية وحرفية وبناء جيش عقائدي من ابناء الفلاحين والعمال والكادحين يدافع عن الوطن ومنجزات الثورة التي تحققت عام 1963 في الثامن من آذار بفعل قواعد البعث والقوى التقدمية الحليفة لها فقامت ثورة البعث المجيدة بتحولات نوعية اقتصادية وسياسية وثقافية واجتماعية في الميادين كافة فتحولت سورية الى ورشة عمل وتطور وتقدم على الصعد كافة فجاء من بين صفوف الفلاحين والعمال قائد صلب لايهادن ولايساوم على ذرة تراب من أرض الوطن او على المنجزات التي تحققت للطبقة العاملة هو القائد حافظ الأسد الفلاح الأول الذي قال (ان جلسة عندي بين بيادر الزرع وسنابل القمح أفضل من قصور الدنيا) فكان التصحيح المجيد بقيادته وقد عمل على تعزيز الوحدة الوطنية والذي قال أيضاً (ليس لي شرط على الوحدة إلا الوحدة ) وقد أسس سيادته في الحركة التصحيحية المجيدة عام 1970 دولة المؤسسات والقانون وركز على تعميق الثقة بين المواطن والقيادة وتنسيق الديمقراطية الشعبية وبناء القوات المسلحة وقيام الجبهة الوطنية التقدمية وعزز دور البعث في قيادة الدولة والمجتمع وترسيخ الفكر القومي الاشتراكي وتوسيع القطاع العام وتطويره وتعميق دوره والحفاظ على الطبقة العاملة درع الانتاج وجاء السيد الرئيس بشار الأسد ليحافظ على النهج التقدمي الاشتراكي نفسه والعمل على عودة جميع الأراضي المحتلة وعلى رأسها الجولان رغم أنف ترامب وأذنابه الصهاينة جاعلا فلسطين الهدف الأول في التحرير وهذا سبب تكالب الاعداء عليه وعلى سورية الذين وظفوا كل قوى الشر والعدوان وكل حثالات العالم لاركاع سورية منذ ثماني سنوات لكنهم خسئوا وخاب ظنهم لأنهم جميعا يقاتلون جيشا عقائديا وشعبا عظيما وقائدا فذا حكيما لاتلين له قناة وفي مناسبة مرور اثنين وسبعين عاماً على تأسيس حزب البعث العظيم لايسعنا الا ان نهنئ قائدنا وجيشنا الباسل وشعبنا الصامد وكل رفاقنا الذين ما زالوا على العهد باقين بهذه المناسبة العزيزة على قلوب الكادحين من عمال وفلاحين وجنود عقائديين وكل عام وانتم بخير وإننا لمنتصرون.
أحمد ذويب الأحمد