نبحث في تفاصيل حياتنا عن شيء يشبه الفرح ,وإذا أعيتنا الوسيلة نلجأ لحلم يحقق شيئاً من الفرح ,إن لم يكن طيفاً كبيراً من الفرح ,فالحلم هو اليقين الرائع بأن الغد جميل والقادم أجمل,والحلم هو آخر شيء نملكه ولا يستطيع أحد مصادرة أحلامنا ,فأحلامنا عصية على أن ينالها أو أن يصادرها سارق أو قاتل أوتاجرأو مجرم ما ,وإذا كان الواقع بكل قسوته وفظاعته يحرمنا من الفرح ,فلا بأس بحلم يقرب لنا بعضاً منه .
وإذا صادفت أحداً من أصدقائك في زحمة الحياة وهو يحمل مشروع ابتسامة ,فتسارع لتبوح لنفسك: هل أصابه مسٌّ من الجنون…أم ربح الجائزة الكبرى ,وبين الجنون والثراء الفاحش مسافة شاسعة من التناقضات,وأسوأ التناقضات هم تجار الحروب والأزمات ,بعضهم كان مواطناً عادياً مثلنا تماماً , وبين ليلة وضحاها أصبح من أصحاب الملايين (وربما المليارات) وكيف حدث هذا ….؟ لا نعلم ..وإذا علمنا فلن يغيرذلك في الأمر شيئاً , هؤلاء هم من يسرقون كل جميل في حياتنا ,حتى بات البؤس يغلف حياتنا ,وغادر الفرح أحلامنا ,بل وكأنهم يتعمدون سرقة الفرح من أحلامنا .
ليلة البارحة رأيت حلماً (ونادراً ما أتذكر شيئاً من أحلامي)وكأنني أقوم برحلة سياحية في أرجاء سورية ,رأيت بساطاً أخضر مفروشاً على كامل التراب السوري .
محمد أحمد خوجة