لأن الذوق والأخلاق يسبقان الفن ، فقد تقدما عليه في هذه العبارة التي كانت
( ذوق وأخلاق وفن ) والتي كانت تتصدر الطرقات والشوارع إلى وقت قريب ، فقيادة السيارة أمر بسيط بإمكان أي شخص إتقانه والتفنن فيه بقليل من الجهد والنباهة … وأما الذوق فهو شيء ينبع من الذات والتربية والسلوك الإنساني ،وكذلك الأخلاق فهي جزء من شخصية الفرد ولا يمكن اكتسابها إن لم تكن أساسية متأصلة في داخله .
فليس من الفن في شيء أن تتجاوز الإشارة الضوئية ،أو تستخدم الأضواء المبهرة والزمور الصارخ ،أو تسير بسرعة جنونية … وقطعاً ليس من الفن إطلاقاً أن تنطلق بسرعة البرق وتدهس الأطفال الآخرين وترعب الأهل وتثكل الأمهات وتدمي القلوب .
وليس فناً أن تتبختر بسيارتك الفارهة أمام المدارس وغيرها ،أو أن تتسابق مع المدللين من أمثالك في أماكن مزدحمة وساحات ضيقة .
الذوق والأخلاق يفرضان عليك أن تحترم المشاة وتفسح أفضلية المرور للغير ،ويلزمانك بألا تزاحم الآخرين أو تضايقهم .
ويجبرانك بأن تكون حذراً وحريصاً في استخدام سيارتك .
لكن إذا انعدم الذوق والأخلاق ،أو فسدت الأخلاق … فهذا شأن آخر ولكن..
لكل حادث مؤسف حديث .
وتبقى قيادة السيارات … فن وذوق وأخلاق … فهل فُقدوا لدى بعض السائقين ؟ ! .
توفيق زعزوع