أصدقائي الاطفال :القناعة والاكتفاء صفتان جميلتان تنجينا ، فكثيراً ما يكون الطمع سبب في الأذية والهلاك ، وفي العامية نسمع المثل القائل الزائد أخو الناقص أي إن الإنسان الذي يطمع بالزيادة تزيد عليه أعباء الحياة ومشاكلها وقد تقوده إلى الهلاك ، وما قصة النملة التي ذاقت العسل ولم تكتف منه فهلكت إلا مثالا واضحا لما نقوله ، إليكم قصتها :
سقطت قطرة عسل على الأرض فجاءت نملة صغيرة فتذوقت العسل ، ثم حاولت الذهاب لكن يبدو أن مذاق العسل قد راق لها ، فعادت وأخذت رشفة أخرى ثم أرادت الذهاب ، لكن يظهر أنها لم تكتف بما أخذته من العسل ، بل إنها لم تعد تكتفي بارتشاف العسل من على حافة القطرة وقررت أن تدخل في العسل لتستمع به أكثر وأكثر ودخلت النملة في قطرة العسل وأخذت تستمتع به لكنها لم تستطع الخروج منه لقد كبل أيديها وأرجلها والتصقت بالأرض ولم تستطع الحركة وظلت على هذا الحال إلى أن ماتت
فكانت قطرة العسل هي سبب هلاكها .
أحبائي :
عدم اقتناع النملة بما ارتشفته منها كان سبباً لنهايتها المريرة ولو اكتفت بالقليل من العسل لنجت.
وأنتم أيضاً اكتفوا بما بين أيديكم فالقناعة كنز لا يفنى .
ازدهار صقور