لم يعد مهرجان الربيع تقليداً سنوياً يقتصر على المحافظة فقط بل أصبح ظاهرة مهمة تلتقي فيها المحافظات بحماة وتجسيداً لحالة التعافي والنمو الاقتصادي والاجتماعي التي تشهدها سورية بفضل انتصارات جيشنا الباسل وتضحياته لدحر الإرهاب .
تبدأ دورته الخامسة عشرة غداً لتعكس أهمية هويته الحضارية التي تمزج بين الأصالة والمعاصرة من خلال إقامة أنشطة سياحية واقتصادية وثقافية واجتماعية وفنية تمتد على عدة أيام تشمل المدينة والبلدات ، حيث تتبارى في تقديم الأفضل في أجواء من المحبة والفرح والتعاون ودورها وأهميتها في مرحلة إعادة الإعمار وتحقيق نهضة تنموية شاملة .
المحافظة التي ترتدي حلة جديدة تشير بوضوح إلى تنامي النشاط الاقتصادي فيها من خلال الشركات الصناعية بجناحيها العام والخاص والتي عاد معظمها للعمل واكتسب سمعة طيبة على مستوى الصناعة الوطنية ، وكذلك تنشيط الحركة السياحية والتعريف بمعالمها السياحية والأثرية التي تمتلك أهم مقوماتها من مواقع وتلال أثرية حيث تستضيف العديد من الأنشطة المعاصرة بالإضافة إلى وجود منشآت سياحية وطبيعة خلابة تتنوع بين غابات في الجهة الغربية وصحراء في الجهة الشرقية ، بالإضافة إلى المهن اليدوية والحرف التقليدية التي اشتهرت فيها المحافظة من بسط يدوية وحفر على النحاس وتعشيق الزجاج ومناديل الحرير الطبيعي والفرواتي وغيرها من الفنون اليدوية التي تظهر إبداع حرفييها وغناها بالموروث الثقافي والحضاري .
وفي الفن والثقافة تجتمع فعالياتها لتقدم أفضل عروضها في مختلف المجالات من مسرح وحفلات غنائية وفن تشكيلي ومعارض متنوعة تعكس التراث الثقافي الغني والتميز بتقديم عروض معاصرة ، كما يستضيف المهرجان فعاليات اقتصادية وثقافية وفنية متنوعة من خارج المحافظة ليكون نافذة مهمة للتعريف بنشاطاتها والترويج لما تقدمه .
وأخيراً : يشكل المهرجان واجهة المحافظة على المحافظات الأخرى والعالم وهو مساحة كبيرة للعطاء والفرح والمحبة والاطلاع على الجديد كما أنه سوق مهم لتسويق الإنتاج من خلال تقديم حسومات بمناسبة المهرجان وانتعاش حركة التبادل التجاري وتنشيط الصناعة والزراعة والحركة السياحية والتمتع بأجواء المهرجان والتأكيد أن عجلة التنمية والتطور تسير بخطا واثقة وثابتة .
عبد اللطيف يونس