ترانيم الشاعرة فاطمة غيبور تتغلغل في حروف وأغان

كم هو جميل أن تتعانق حلاوة الكلمة والإبداع مع عذوبة موسيقى الشعر فيصبح الإبداع أكثر ألقاً وروعة .

وهذا الإبداع الذي بين أيدينا للشاعرة فاطمة غيبور ، كتاب أناشيد للأطفال جاء بغلاف جميل ملون يضم بين دفتيه خمساً وأربعين أنشودة للأطفال باللهجة المحكية والفصحى.
أوراق الكتاب ملونة برسوم زاهية تحاكي كل أنشودة .
احتوى الكتاب على مجموعة أناشيد صاغتها الشاعرة عقداً فريداً من الحروف الأبجدية وعلامات الترقيم ، وإعراب النحو لتضعها بين أيدي أطفالنا وطلابنا الصغار، يرون من خلالها اللغة العربية بجمالها … وبهائها صوراً وحكايات .
دونت كتابها باللهجة المحكية لتصبح قريبة من الطفل ويحسن لفظها .
كتبت الشاعرة تقول :
أشدوا أبجديتي .. وأغني لغتي
من حدائق الشاعرة اقتطف باقة من الحروف الأبجدية .. حرف الألف :
الألف
أول حرف تعلمناه وبأحلى كلمة كتبناه
حرف الألف …أ….أ بماما وبابا غنياه
الباء
يا أصحابي ردو عليي باء باء بوبية
شوفوا البطة ما أحلاها راحت على البرية
باضت بيضة ع الربيع وقالت اسمي صبريه
ب.. ب.. يا رب يا أحلى شب وصبيه
وهكذا تدرجت الشاعرة بالأحرف الأبجدية ، وأنشدت لهم أناشيد حلوة المعنى.. جميلة الصور … سلسة الأسلوب .
رحلت الشاعرة بنا من خلال قصائدها المحكية مع الأبجدية وعلامات الترقيم وحلقت في دائرة ألفاظ سحرية مترابطة بكلماتها تدعو كل طفل أن يرددها ويترنم بموسيقاها ويحفظها .
لقد حملت الشاعرة بكلماتها المستوحاة من عالمها المرح للأطفال إلى عالم النحو وقربتهم من محتواه … عرفتهم كيف يكون الإعراب .
بأحلى إطار رسمت الشاعرة قصائدها من خلال التوضيح للطفل عن طريق الحرف والكلمة .. فغدت كقوس قزح من خيال خصب ..
وأنا أقرأ الديوان ، وهو المجموعة الشعرية الثانية للشاعرة فاطمة غيبور ، راودتني أمور كثيرة ..
إن الشاعرة قدمت للأطفال كتاب نحو وإعراب جاء بطريقة نشيد تدعو الأطفال لقراءة الإعراب وليتقنوا الأبجدية ثم يتفهموا علامات الترقيم بطريقة سهلة وممتعة وبشكل غير مباشر وهذا التقديم للطفل فكرة رائعة ومتميزة .
رامية الملوحي