انتهت منذ أيام فعاليات مهرجان الشعر في حماة ، وهو المهرجان السنوي الذي ترعاه وزارة الثقافة، وقد أخذت دورة هذا العام اسم الشاعر د. رضا رجب ، وكان الشاعر المكرّم في هذه الدورة هو د. راتب سكر . بداية نشكر وزارة الثقافة ومديريتها في حماة على الجهود المبذولة لإنجاح هذا المهرجان ، ونشكر الشاعرين مصطفى صمودي وتوفيق أحمد لتقديمهما إضاءة على حياة الشاعر د. رضا رجب الأدبية والبحثية وهو الشاعر الذي منح المهرجان اسمه في هذه الدورة.
وفي هذا السياق نبوح بهمسة عتاب إلى إدارة المهرجان لتقصيرها في متطلبات التكريم، فإذا كان الجانب المادي من التكريم غير ممكن لعدم توافر تغطية مالية لهذا الجانب ، فما هو مسوغ التقصير المعنوي ! الشاعر المكرَّم يستحق ـ على الأقل ـ إضاءة على حياته الأدبية والبحثية، كما يمكن أن تكون الإضاءة على سيرته وسلوكه . وأذكر السيرة والسلوك لأن راتب سكر يمتاز بطيبة وتهذيب وغيرية نادرة يلمسها جميع أصدقائه . وشمائله الجميلة هذه إذا ما جمعتها قيمة واحدة فإنه يطيب له أن يطلق عليها اسم الصداقة.
الصداقة عند راتب سكر حاضرة دائماً: في سلوكه تتجلى في التواصل مع الأصدقاء والاطمئنان على أحوالهم والتطوع لخدمتهم، وفي الحديث اليومي لايمل من ذكرهم والإشادة بمنجزاتهم حتى إن صديقنا المشترك د.سعد الدين كليب لفت نظري يوماً إلى أن صديقنا راتب يميل إلى الضمير (نحن) – وهو الأبعد عن تفخيم ذاته – نافراً من الضمير (أنا) ، وهذه الـ(نحن) ليست إلا الذات التي تمثله متماهياً مع مجموعة الأصدقاء.
وإذا تجاوزنا اليومي إلى المكتوب ، وقعنا على الشعر الذي لاتغيب عنه قيمة الصداقة، كما نقع على جهد في متابعة أعمال أصدقائه الأدبية والفكرية، وكذلك السير الحياتية ، كشهادات تاريخية تضمنتها بعض كتبه ، وهذا يستحق مجالاً أوسع لدراسته.
نكرر شكرنا لإدارة المهرجان ، ونبارك لصديقنا الشاعر د. راتب سكر اختياره بصفته شخصية المهرجان المكرّمة في دورة هذا العام!.
رضوان السح