لم أكن شاهداً على فكرة إنشاء هذه الجمعية عام 2002م حينما اجتمع عدد من مثقّفي سلمية, وقرروا إنشاءها, إن كانت فكرةً طارئةً, وليدة اللحظة, أم هي نتاجٌ طبيعي تراكمي, آن له أن يخرج إلى العلن, في مدينةٍ, طالما تغزّلّنا بثقافةِ أبنائها, وعراقةِ تاريخها.
وقد كان انتسابي لهذه الجمعية – الذي لم يتأخر سوى بضعة أشهر على ظهورها 2003م – يتّسق مع الأسباب التي أدت إلى نشوئها, ومع الأهداف التي سعت إلى تحقيقها.
والآن, وبعد مُضي أكثر من سبعة عشرة عاماً على نشوئها, مع الأخذ بعين الاعتبار السنوات الثمانية على بدء الأزمة في سورية, أسأل نفسي – على اعتباري من القلائل الذين واكبوا مسيرة الجمعيّة, طيلة ست عشرة سنة – هل حققت الجمعية بعضاً من أهدافها ؟.
وإذا ما أخذت بعين الاعتبار ضيق المجال المُتاح لي في هذه العُجالة, واختصاراً للكلمات, أقول كشاهدٍ لصيقٍ بالحدث, وبكلِّ موضوعية وعدم انحياز, التالي:
لقد حققت الجمعية – وعلى الرغم من كل الصعوبات التي واجهتها, وتشكيك الكثيرين بنجاحها – الكثير من الأعمال الهامّة, التي تُثبت نجاعة فكرة نشوئها, وجديّة أعضائها, أقلها:
إقامة المئات من المحاضرات الثقافية, وبكافة الاختصاصات, مما رفع الذائقة والمستوى الثقافي, لمئاتٍ من أبناء المدينة, ممن واكبوها, كما ساهم في ظهور العديد من المحاضرين الأكفياء, ممن أثبتت التجربة كفاءتهم.
إقامة العشرات من الندوات والمهرجانات الثقافية والفنية, وتقديم الكثير من المسرحيات, على خشبة مسرح العاديّات, مما رفع الذائقة الفنيّة للكثيرين من أبناء المدينة.
استقطاب عشرات المواهب الشّابة, ومن كافة المجالات, خاصّة في برنامج الأربعاء الثقافي, فكانت نقطة انطلاق بعضهم نحو عالم الإبداع والنجاح.
القيام بعشرات الرحلات العلمية, والجولات الأثرية, التي أتاحت للمئات من أبناء المدينة التَّعرف على عشرات المواقع الأثرية في سلمية وسورية, وتوثيق أغلبها.
إقامة العشرات من المعارض الفنيّة (رسم, نحت, أعمال يدوية ..إلخ) والآثارية والبيئية, ومعارض الكتاب, خاصةً لمؤلفين ومبدعين من سلمية.
استقطاب العشرات من طلاب الجامعات والدراسات العليا, في مجالات التاريخ والآثار والتراث, وتقديم المساعدات العلمية لهم, من خلال أساتذة مختصين, ومراجع من مكتبتها.
فتح أبواب الحمّام الأثري, لمئات من أبناء المدينة, عبر العديد من المهرجانات والمعارض, مما أتاح المجال للكثير من أبناء المدينة, زيارة هذا الصرح الحضاري الهام.
تكريم العديد من أبناء المدينة وغيرها, ممن قدموا للحركة العلمية والإبداعية في سوريا الشيء الكثير, إضافة إلى تكريم بعض الأعضاء الذين قدموا الكثير من النتاج العلمي والأدبي, وساهموا في نجاح وبقاء الجمعية.
طباعة العديد من البروشورات, والمجلات التي تُعنى بالتاريخ والتراث, وخاصة (سلمية) إضافةً إلى العديد من الكتب, وعلى رأسها:
كتاب: سلمية المعاصرة, لمجموعة مؤلفين من الجمعيّة.
كتاب: سلمية رسائل من التاريخ, تأليف أمين محمد قداحة.
كتاب: ملكات عربيات عبر التاريخ, لكاتب هذه السطور
كتاب: شخصيات من ذاكرة سلمية, لمجموعة مؤلفين من الجمعيّة.
كتاب: العمارة وتطور البيت الريفي, تأليف غالب المير غالب.
كتاب صور من الماضي, تأليف الأستاذ باكير محمود باكير.
كتاب الآثار والتراث في سلمية, لمجموعة من المؤلفين في الجمعية.
طباعة عشرات القصص للأطفال – أكثر من عشرة عناوين – التي تُعنى بتراث وتاريخ سلمية.
إصدار خمسة أعداد من مجلة العاديّات غير الدورية.
إصدار ثلاثة أعداد من مجلة العاديات الثقافية, بالتعاون مع دار باكير باكير للطباعة والنشر وصالون محد عزوز الأدبي.
هذا غيضٌ من فيض, والقادم أنفع وأمتع, وهنا أترك الحكم لكم !! .
نزار مصطفى كحله