تشهد محطة سلمية العائدة لفرع المحروقات بحماة ازدحاماً شديداً أثناء توزيعها البنزين للسيارات العامة والخاصة والدراجات النارية ، التي يصفها أصحابها وسائقوها بالليل وقبل يوم من ورود البنزين إليها ، برتلين أو ثلاثة أرتال طويلة بالشارع العام والطرقات الفرعية بمحيط المحطة التي تستمر التعبئة فيها 24 ساعة وحتى نفاد الصهريج الذي يفرغ حمولته فيها .
وبالطبع هذا الازدحام الشديد خلق فوضى عارمة بالقرب من مضخات المحطة التي يُخرقُ الدور فيها من الجهة الشرقية ، أمام مرأى جميع المصطفين الذين يتذمرون من هذه الحالة ولايجرؤون على التعبير عن معاناتهم منها !.
لقد وضعت عدة جهات يدها على توزيع البنزين في هذه المحطة التي يرد إليها ثلاث طلبات أسبوعياً ، وممثل كل جهة له من الأصحاب والمعارف والأقارب ماله ، ويريد أن يخدمهم سواء أكان ذلك لوجه الله أم لقاء منفعة مادية، بتعبئة عشرين لتراً من غير الانتظار الطويل للدور ، تمييزاً وتفضيلاً عن أصحاب السيارات العاديين غير المدعومين أو الذين لايعرفون أحداً من اللجان المسؤولة عن التوزيع ، التي يُدخلُ بعضُ عناصرها من يرغب بخدمته سريعاً إلى المضخة لقاء ألف ليرة أو 500 على أقل تقدير !.
فخلال أيام العطلة كنا هناك ، ورأينا العجب العجاب في توزيع البنزين ليلاً ، بعد أن تقطع الشرطة الطريق بسياراتها وعناصرها ، ففي الوقت الذي تصطف فيه مئات السيارات بالدور النظامي غرب المحطة وبمحيطها ، ترى سيارات عامة وخاصة تأتي من الجهة الشرقية ويُفتح لها الطريق لتصل إلى المضخة وتزوَّد بمخصصاتها وتغادر من حيث أتت لأن الجهة الغربية مسدودة بسيارات الناس الغاضبين !.
وبالتأكيد هذه الحال بحاجة لمعالجة، لتخفيف أعباء الأزمة وآثارها على الناس لا لزيادتها ، ولقطع دابر استغلالها على المستفيدين منها الذين لا يهمهم سوى المنفعة المادية، حتى لو وصلت أرتال السيارات إلى القوس بمدخل سلمية الغربي أو إلى قلعة الشماميس، وحتى لو نام المواطنون في سياراتهم ليلة وضحاها !.
ونقترح في هذا المجال تخصيص محطة أخرى من محطات المدينة للسيارات العامة والدراجات النارية أو تحديد يوم في محطة الدولة كما تسمى شعبياً لتعبئة السيارات المنتهية لوحاتها بأرقام فردية ، ويوم آخر للمنتهية لوحاتها بالأرقام الزوجية ، ويوم للدراجات النارية ، فلربما يخفف هذا الإجراء من الضغط الشديد على هذه المحطة، ومن المعاناة الكبيرة والمؤلمة على الناس ، ويقضي على مظاهر الفساد قبل تناميها !.
* محمد أحمد خبازي