منذ بضع سنوات وقعت قذيفة مدفع على أرضٍ مليئة بالقش اليابس فاشتعلت النار في الهشيم لتحرق شجيرات الزيتون الصغيرة ..
لم أحزن كثيراً لذلك وقلت لنفسي: «هذه ضريبة الحرب والتصدي لعدوان الجماعات المسلحة التي لا تبعد عن بلدتنا سوى بضعة كيلومترات» .. وبعد تضحيات جيشنا وصموده طردت تلك العصابات وولت إلى غير رجعة ونظفت المنطقة من بقايا داعش وأخواتها , الذين كانوا يهددون المنطقة بقذائفهم بين حين وآخر.
ولأنّ هذا الشتاء في هذا العام كان وفيراً بالمطر المتواصل، وخصب الزرع والعشب، وازدهت المنطقة بخضرة وألوان من الزهر لم نعهدها منذ خمسين سنة خلت, وفرح الفلاح المسكين بموسم المطر فزرع أرضه على أمل أن يحصد موسماً وفيراً يعوّضه عن سنوات القحط والمحل والحرب.
ولمّا أتى موسم الحصاد .. وليته لم يأتِ! أتت معه حرب الحرائق التي ليس لها مبرر, ومع أنّ بعضهم اتَّهمَ ارتفاع الحرارة بتسبب الحرائق إلاّ أنّ ذلك لا يقنع إلاّ الصغارَ!
الحرارة لا تشعل النار .. هناك أيدٍ خبيثة ومخربة .. الحرائق فعل فاعل بقصد أو بغير قصدٍ.. هي حرب جديدة على موسم الفلاحين البسطاء .. على أشجارهم وبساتينهم، على أملهم بغد أفضل .. فاتعظوا يا أولي الألباب!
فائق موسى