صباح الخير.. حماة !

عمت صباحاً أيتها العروس الآرامية التي تعانق العاصي بدفء وحنان !. 

عمت صباحاً أيتها الملكة الأيوبية التي ترفل بثياب العز والفخار مدى عمرها ..!
صباح الخير حماة ..!
اليوم دغدغت قلمي كلمات تسابقت للتحدث عن عراقة مدينة سبقت التاريخ وزامنت أحداثه.
نشأت في حضن العاصي منذ صغرها فأحبها وأحبته, كحل عينيها بخضرة دائمة أبدية وأهدى ريفها الجميل ذهب السنابل وروعة الحقول والبساتين.
كبرت وازداد جمالها على مدى العصور فكان لها أوابدها التاريخية وآثارها العظيمة حتى أصبحت في خوابي الدهر حديثاً معتقاً حفظته الأجيال.
ماذا أقول ..؟ وعن أي شيء أتحدث..؟
فالكتابة تبدو عناوين تأخذنا إلى مستهل صباحات مجد مشرق غابر وصفاء واضح ومجد يعلن حضوره.
حماة .. المدينة السياحية الرائعة التي تشرق شمس جمالها كل صباح تفتح أيديها للسائحين تستقبلهم بابتسامتها المشرقة ونسيمها العليل..
فخورة بكرم أبنائها وحسن ضيافتهم.
يسير السياح فيها بإعجاب يتجولون بحاراتها العتيقة القديمة.
يدخلون سوق الملك المنصور أي ( سوق الطويل ) فيتنسمون من جوانبه عبق المسك والزعفران والزعتر الأخضر الشهي فيشعرون بالبهجة والاشتياق لمعاصرة من سكنوا حماة منذ مئات السنين..
يدخلون حماماتها الأثرية .. مساجدها . ومتاحفها ومسجد أبي الفداء (صاحب حماة) ومن هناك يقطفون ثمار التاريخ من أكمامه ويقرؤون .. ويشاهدون بصمات فنانين وأبطال غادرونا تاركين لنا عراقة لاتمحى على مر الزمان.
ما أروعك حماة ! وأنت دائمة التحديث والتجديد.
عريقة جميلة وأنت دائماً في أوج شبابك.
لقد أخذت طبيعتك من نهر العاصي العاشق للنواعير, فصفت مياهه, وطابت أنسامه وباسق على ضفتيه اشجار الصفصاف والكينا وبساتين المشمش والتوت والخضروات .
إنها حماة .. ربيع العمر..
إنها حماة .. سيدة المدائن .. وسيدة الربيع.
رامية الملوحي

 

المزيد...
آخر الأخبار