فجأة ودون سابق إنذار اشتد الحر وبدأ موسم الصيف بالقدوم حاملاً معه سمات تميزه عن غيره من الفصول ، حيث الشمس والحر وكل ما يحلو ويطيب .
ومع قدوم هذا الفصل بدأت بالانتشار ظاهرة بيع البوظة التي كثيراً ما كتبنا عنها، وجهنا ملاحظات عن أضرارها ومساوئها وطرق صناعتها البدائية العشوائية والتي تحبك تقنياتها في أوانٍ غير نظيفة، وبوسائل غير صحية داخل بيوت ريفية متطرفة حيث يخلط الحابل بالنابل وليس هناك من رقيب ولا حسيب فيتناولها الأطفال وكلهم أمل بالمتعة واللذة وإذ بهم يلقون العكس .
وفي كثير من الأوقات يعتمد المصنعون لمثل هذه المادة وبنفس هذه الطريقة على الباعة الجوالين الذين لا يفرض عليهم حمل رخص نظامية لبيع مثل هذه المواد ، وإن فُرض ذلك، فإن طريق الهرب والتنصل من المسؤولية سهل ويسير وسط الازدحام ومراكز انطلاق الركاب وحدائق الألعاب وأمام المدارس وغيرها .
وحيث إن الصيف يسبب كثيراً من التعرق والغبار، فإن البائعين الجوالين لابد وأن يحملوا في أيديهم وثيابهم وحتى داخل – الترمس- الذي يبيعون البوظة بداخله كثيراً من الجراثيم والأوساخ .
ويذكر أن المواد التي يصنع منها هذا النوع من البوظة تكون في غالب الأحيان من الأصباغ والسكر والماء مع تجميدها في البرادات ، ولايمكن أن يقدم صانع هذه المادة مواد أساسية جيدة وصحية ، ذلك لأنه يسعى إلى ربح سريع . إن الحفاظ على صحة أطفالنا أمر هام لايمكن إلا الاهتمام به
فالرقابة الصحية والتموينية لهذه المادة وطرق صناعتها واجب وطني لكل عين ساهرة على الصحة العامة .
توفيق زعزوع