بالعادة من يملك الذهب يشعر بالغنى وراحة البال , إلا أن مزارعي القمح بالمحافظة يشعرون بالقلق على محصولهم , والخوف من الفقر بسبب الحرائق جراء قذائف المجموعات الإرهابية التي تطال عدداً من الحقول أو بفعل حاقد وحاسد يشعلها ، أو الحرارة المرتفعة التي تلتهم المحاصيل الزراعية والحراجية مايزيد الازدحام على مراكز تسويق واستلام الحبوب والانتظار لأيام طويلة ، وظهور مشقات تتعلق بالحصاد وغياب الرقابة على أجوره المرتفعة والتحميل والنقل والتفريغ والحجة دائماً المحروقات وارتفاع أسعارها , والأسوأ من ذلك اضطرار المزارع لنقل محصوله بين الحقل والمنزل والمركز أكثر من مرة حتى يأتي دوره .
هذه الظروف الاستثنائية تتطلب تعاملاً استثنائياً لضمان الاستفادة الكاملة من هذا المحصول الاستراتيجي الهام ومن كل حبة قمح ، وتشجيع المزارعين لزيادة الإنتاج وتلبية احتياجاتنا الغذائية مايتطلب إلزام أصحاب الجرارات والحصادات بالأسعار التي وضعتها اللجنة الزراعية بالمحافظة حيث لا يلتزمون بها ويتقاضون مبالغ باهظة ، وكذلك حل مشكلة الازدحام الشديد الذي يمتد بطوابير كبيرة من الجرارات تمتد كيلومترات كما هي الحال في مركز جب رملة وفي مراكز الحبوب التي تعمل بوردية واحدة فقط مايتطلب إحداث وردية ليلية إضافية خاصة .
إن فترة العمل السنوية لعمال الصوامع لا تتجاوز الشهرين على مدار العام وأن المزارعين يضطرون لدفع أجور جرار نقل باهظة تصل إلى 50 ألف ليرة لكل 5 كيلو متر كما هي الحال في مدينة السقيلبية .
ومن المشكلات التي تواجه المزارعين عدم توفر أكياس كافية من الخيش لتعبئة القمح حيث تشكل همّاً إضافياً لهم في بعض مناطق المحافظة كما هي الحال في مدينة سلمية والوعود المتكررة لهم بتوفيرها بين يوم وآخر مايتطلب توفير الأكياس قبل الموسم وليس أثنائه .
أخيراً :
إن المطلوب من مديريتي التجارة الداخلية وحماية المستهلك والزراعة واللجنة الزراعية بالمحافظة تنفيذ قرارات الحكومة بتقديم التسهيلات سواء بالدفع من خلال دفع قيمة المحصول حسب مدير عام المصرف الزراعي خلال 24 ساعة بعد استلامه ومخالفة من لا يلتزم بالأسعار المحددة لأجور الحصاد والنقل وإحداث وردية ليلية إضافية لتخفيف الازدحام وتوفير مشقة النقل أكثر من مرة ما يضمن حسن الاستفادة من الذهب الأصفر ليكون خيراً وفيراً على المواطن والوطن .
* عبد اللطيف يونس