أرتاح بين تخوم حبك, استجدي كل الطيور أن تغني في عرسك الموسمي, حين تبارح من عينيك دموع الفراق, وأنت تنتظرين لغة الوداع, وروعة اللقاء.
ـ ترقّعين قميصي الممزق, وتخطين بصبر اليتامى جواربي التي شوهتها الدروب التموزية, وقتها كنت أسقي عيدان الذرة, وأطعم الخراف وأحمل بين يدي باقة من العشب الأخضر الطالع على أطراف السواقي الذاهبة إلى المساكب العطشى! إنه موسم دوّار الشمس الميال, كنت على المنحدر الأخر تلمين الحطب, لقد حان أوان الغذاء, والأطفال بانتظار الرغيف, فهلمي ياامرأة قد تخبو جمرات الموقد، ويبرد الطعام وينام الصغار يحلمون تحت فيء الكوخ المنصوب فوق تراب البئر المحفور منذ زمن بعيد!
ارتاح لديك وقت تغسلين وجهك بندى الصباح وتمشطين شعرك بأشعة الشمس, وتسرحين جدائلك بأصابع القمر الفضية!.
تعالي أيتها الغيوم ننسج من جفاف الأرض عباءة خضراء منمنمة الأطراف بألوان قوس القزح, يلعب في فضائها النسيم حاملاً البشارات إلى الفلاحين المنتظرين على قارعة الفرج, أن تحن السماء عليهم بالمطر! فكانت السماء أحن عليهم, من كل شيء, فأعطت المطر في عز نيسان في روعة أعيادة, في عيد الجلاء الذي أورق في يومه كل غصن أجرد, وأزهر فيه كل عود مشتول وحرض الفراشات أن تلون هذا اليوم بلون السعادة والانشراح, في يوم الجلاء كانت الأمطار ضيفاً غالياً, تلملم الحزن عن وجوه الذين يعملون في الأرض زراعة الأمل في قلوبهم, إلى مستقبل زاهر وعامر بالبيادر والغلال !..
يارفيقة الأناشيد والأغان, منذ زمان لم أرك لم ألمحك, هل أنت مازالت حزينة إنه الفداء والتضحية فالوطن بحاجة إلى كل قطرة دم من دمائنا, إن الدماء التي تجري
في عروقنا.. هي ملك للأمة متى طلبتها أخذتها!
لماذا تبكين أيتها الأرملة الصبية!إن طريق العطاء طويل.. في سبيل المجد واجب مقدس فزغردي يا أمي هاهو ذا قادم على صهوة العز.. ترفعه الزنود ملفوفاً بالعلم الوطني, ابتسمي وكابري وكوني الوفية على العهد, أن يكون أبناؤك القادمون قرابين على مذابح الحرية!..
طوقيني بذراعيك ها أنا ذا قادم إليك أرسم أشواقك في دموعي, أغسل حنيني في صدرك, موجعة كلمات الوداع, وغالية بحة الناي, وراعفة /جرة الربابة /في حضرة الدموع تصفو القلوب, وتنعش الشرايين وتعود الطبيعة دورتها الدموية من جديد!..
خضر عكاري