تؤدي الملتقيات الجامعية الإنتاجية دوراً كبيراً في تعزيز معلومات الطلاب النظرية بالخبرة العملية ، التي تتحصل لهم من خلال الخدمات المتنوعة التي يقدمونها للمواطنين ، بمختلف فئاتهم المجتمعية والعمرية ، وبتعدد حالاتهم وقطاعاتهم .
فأي علم إن لم يجد له مرتسمات على أرض الواقع ، يبقى نظرياً وقاصراً عن الإلمام العلمي ، وأي معرفة مهما تكن واسعة وغزيرة ومتعددة الينابيع ، تبقى من دفتي الكتاب إذا لم تُرفَدْ من صميم الواقع أيضاً .
وأي طالب جامعي مهما يكن ذكياً ومتفوقاً دراسياً ، يظل بحاجة ماسة لتطوير علومه ومعارفه ، وتعزيزها بكل جديد وحديث ، وترسيخها بالتجربة والتشخيص الحي .
وباعتقادنا ، الملتقيات الجامعية بكل أنواعها – وليس الطبية السنية فقط – تحرص كل الحرص على تحقيق شعار ( ربط الجامعة بالمجتمع ) من خلال نقل علوم الطلاب إلى الفئات المجتمعية ، وإكسابهم معارف عملية تتحصَّلُ لهم بمخالطة الناس والاطلاع على أنماط حياتهم ، ومشكلاتهم المجتمعية ، واجتراح حلول لها .
وبالطبع سجلات كلياتنا الجامعية بالمحافظة أو على مستوى بلدنا ككل ، تحفظ صوراً ناصعة عن أهمية المعسكرات الجامعية الإنتاجية بحياة طلابنا وأهلنا ، التي كانت تقام فيما سبق بمختلف محافظاتنا السورية ، مثلما تقام اليوم الملتقيات العلمية الإنتاجية ، الزاخرة بالعلم والمعرفة والخبرة العملية .
ومهما يكن من أمر تصنيف جامعاتنا علمياً ، كنتيجة حتمية للحرب الضروس التي استهدفت بلدنا ، فإنها تبقى منارات علمية تشع علماً ومعرفة ، وترفد مجتمعنا بطاقات شبابية خلاقة وإمكانات علمية جبارة .
ويبقى خريجونا الجامعيون بمختلف اختصاصاتهم وفروعهم من أهم الخريجين المتميزين علمياً ومعرفياً ، والدليل استقطابهم في الخارج وتكليفهم بمهام ورئاسة مواقع لا أحد غيرهم يمكنه تسلمها وتسييرها باقتدار منقطع النظير ، إنهم سوريون وفخامة الاسم تكفي .
* محمد أحمد خبازي