استطلاع : الزيجات الفاشلة ضوء أخضر للعزوف عن الزواج

تسلط و خيانة و تراكمات جامدة
فالمرأة شريكة و هي أساس السعادة أو العكس

سنطرح موضوعنا هذا و هو الذي يلامس كل الأشخاص من حولنا ، و القصص التي سجلناها لا بد لنا من سماع ما يشبهها ، أو حتى معرفة إحداها عن قرب ، مع علمنا و يقيننا بخطورته و ضرورة الإحاطة بإشكالياته و العمل لتقديم الحلول الواجبة ، حفاظا على سلامة المجتمع عامة ، و ابتعادا عن عدوى خطيرة ممكن أن تنتقل للعائلات ، حينها يكون العزوف عن الزواج أول الأفكار التي تراود الشباب ، وبالتالي بداية انكسار الأخلاقيات العامة ، لتفقس بعدها بيوض سيئة التلقيح ، فاسدة الولادات .

تراكمات
يقول رزق زكريا ، 36 سنة ، عمل تجاري: كانت في حياتي أكثر من فرصة للزواج ، و ترددت عنها بسبب ما كنت أعيشه في عائلتي، حيث أذكر أن بداية العلاقة في بيتنا كانت جيدة، لكن فجأة ظهرت إشكالات عديدة تطورت حتى بات الجو لا يطاق ، فأبي يخرج باكرا، و لا يعود إلا في وقت متأخر ، و والدتي دوما في حالة كئيبة، و عند تواجدهما معا تبدأ المشاحنات و الأصوات العالية، و كنا نحن آخر اهتماماتهما ، و كان لابد أن تنتهي المشاجرات بقفلات سيئة لا تغيب عن
ذهني حتى اللحظة، بالطبع هذا شكل صورة سيئة لدي تجاه الزواج، و حاليا لا أفكر بالارتباط، مع علمي بأن الأيام تمضي بسرعة.
شكاوى
نعمان حمزة ، 43 سنة ، يعمل في قطاع خاص ، قال : نعرف أن العمل يؤثر في شخصيتنا ، و عملي جعلني دقيق الملاحظة ، مع ربط الأمور مع بعضها ، لهذا لا أعرف كيف أخذت قرار الزواج ، و في سن متأخرة ، لأنني و طيلة فترة العزوبية لم أسمع من أصدقائي إلا شكاوى و دائما عن الحياة الزوجية و منغصاتها ، و قليل من رأيتهم لا يتحدثون عن زواجهم بالسوء ، و ربما أقل من رأيتهم سعداء بخطوة الأسرة الجديدة ، حتى أنني أتذكر أكثر من حادثة حضرت فيها عيد ميلاد أو عيد زواج لأحد الأصدقاء ، و ضمن هذه الحفلة الخاصة لمسنا عدم التفاهم و الانسجام اللازم بين الزوجين ، أو حتى شكلا في مثل هكذا مناسبات ، لذلك تشكلت لدي سوداوية تجاه الارتباط ، حتى تركت دراسة أي خيار خاص بالزواج ، و بالفعل حتى اللحظة لا أعرف كيف تمت خطوات الزواج .
تسلط و معاناة
يروي رضوان فوزي ، مدرس ، قصة صديقه، فقال : أبو أسامة من أطيب الناس، و مندفع تجاه كل من يعرفه ، لكن هو غير موفق بزواجه ، فزوجته سليطة اللسان و الفعل ، و مع وجود أطفال لكن الحياة بينهما معدومة من زمن ، و لا يحكم وجودهما معا ، إلا عدم موافقة الأسرتين على الطلاق ، لأسباب تمنع ذلك ، لكن و بالفعل كرهت الارتباط بسبب معاناة صديقي و تصرفات زوجته، وما يحزنني بالنسبة لعائلتهم، الأطفال الذين لا ذنب لهم في ما يجري، لذا لا أريد أن أكون في وضع مماثل، أو حتى مشابه لوضع أبو أسامة، بعدما توفي أباه و كان في حزن على أولاد ابنه، و لم يدخل بيته لمدة أربع سنوات قبل وفاته .
الخيانة
رامز ( اسم مستعار ) ، سنتين في الخطوبة ، قال : بعد سنتين من الخطوبة أتردد كثيرا بإكمال الزواج ، و ليس لدي أي عائق إلا ما أسمعه من قصص الخيانة ، و بعدها أعرفها تماما ، ليكون السؤال الدائم في ذهني : هل سيحدث معي كما أسمع ؟ و هل سأكون قادرا على التصرف تجاه هذا الخطأ ؟ و عندما أتحدث إلا أحدهم يقول: ليس كل الناس متشابهة ، لكن بالفعل ما نلمسه يوميا ينافي ذلك ، فالمجتمع بات عكرا و فاسدا، و كثير من الأزواج مخدوعين، و كما يقول المثل : المياه تجري من تحتهم، و في قصة أعرفها بأن أسرتين بينهما زيارات، تربط بين طرفين منهما علاقة غير شرعية، و هما مستمران بالزيارات و تبادل العلاقات الاجتماعية ، في غفلة تامة للطرفين الآخرين ، فكيف سأكمل خطوات زواجي دون أي هاجس أو خوف ؟
تخوف
منى كردي ، مخبرية ، تقول : كانت قصة أختي أكبر غصة في حياتي ، فبعد زواج لسنتين، وطفلة آية من الجمال ، كان الطلاق هو نهاية هذه التجربة الفاشلة ، تكررت الحالة مع ابنة عمتي التي لحقها الطلاق بعد ثلاثة أولاد ، بسبب تدخلات خارجية ، لكن الاصغاء للتدخلات و تفعيلها في البيت ، كان السبب الأساسي لما حدث , هنا لا أتمكن و لا أتحمل فشلا كهذا ، فكيف و بعد دراسة الخيارات المطروحة للزواج ، و انتقاء الأفضل ، و التخطيط لمستقبل ممتاز ، و رسم الخطوط العامة و الخاصة منها لحياة من المفترض أن تكون أفضل، و ربما ولادات ، أن يكون هنالك طلاق؟ و خاصة ما أسميه بالطلاق التعسفي؟ أنا لا أتحمل ذلك .
نظرة
ماهر الساروت ، عمل حر ، 40 سنة ، متزوج و عنده ثلاثة أولاد ، قال : كل ما ذكرته صحيح ، فالمجتمع مليء بالهنات التي لا مغفرة لها ، و خاصة تلك التي تطال الأطفال ، و تتبرأ من كل التوجيهات الاجتماعية و الدينية و الأخلاقية ، لكن ليس العموم كذلك ، تكفي بأن تكون هنالك نسبة صغيرة تعيش بالشكل الأجمل و الألطف ، هؤلاء كانوا نصب عيني حين فكرت بالارتباط ، فلا يجب أن تكون الحالات السيئة هي القاعدة ، و تقدمت بخطوات أسرتي على هذا المنوال ، و النتائج ممتازة .
رأي
نجوان موسى ، خريج كلية التربية يقول: كل ما تم طرحه هو من حيثيات مجتمعنا، و لا نهمل التأثيرات السلبية علينا جميعا، لكن يجب الحذر من الأفكار المسبقة تجاه أي خطوة خاصة بنا، فما يجري مع فلان، ليس قاعدة أن يجري مع غيره، و يبقى تقدير الحال لمن هو فيها، و يجب الابتعاد عن التعميم ، لكي لا نظلم أنفسنا قبل أن أدرك الإشكاليات الأساسية، و كما يوجد زيجات تعيسة، هنالك غيرها ناجحة فإدارة الأزمات من أهم الأمور التي يجب أن يتحلى بها الشخص بمواجهة تغيرات كثيرة في كل يوم، أما الزواج بحد ذاته، مسؤولية ثقيلة، و يجب ربط الأمور بخواتيمها، و يجب أيضا الابتعاد عن الهروب من الواقع ، وتراكم الأخطاء ، ليبقى الوضوح و الصراحة هما سلاح فعال لوجود الحلول التي تمهد للطريق الصحيح تجاه بناء أسرة متينة، والأهم عدم السماح لأي خلل خارجي بالتعدي على أسرتنا .
المحرر
نقر بأن الزواج ضروري في حياة لابد من بنائها جيدا ، فالأفراد هم أساس الحياة ، و كلما كانت الأفراد سليمة النشأة ، يكون المجتمع أفضل ، فالزواج يجب أن يبنى على الاحترام و الصدق و الصراحة ، و زواج بدون ما ذكرنا ، يكللها الحب ، لا يمكن أن تكون ثماره مقبولة ، فما بني على باطل فهو باطل، و بالنهاية لا يصح إلا الصحيح .
شريف اليازجي

 

المزيد...
آخر الأخبار