النــار وصلــت بيـــوت الأهــالـــي حريــق عين حلاقيــم – عاشــق عمـر عنوان لإهمــال الجهـات المعنية..20 دونماً زراعية و3 حراجية خسائر الحريق..صهريج بطرنبة عاطلة
التهمت الحرائق في منطقة مصياف خلال السنوات الأخيرة آلاف الهكتارات من المساحات والأراضي الحراجية والزراعية ومن المؤكد أنها تسببت بأضرار بالغة للغابات والعديد من المحاصيل والأشجار المثمرة التي تشتهر بها المنطقة وكانت هذه الحرائق طالت الشجر من دون البشر، حتى وقعنا بشيء من المحظور وهو وصول النار إلى منازل المواطنين وتهديد حياتهم وحياة أولادهم، في حين أن الجهات المعنية تنشغل بالتقاط الصور لتثبت أنها تحضر لموقع الحريق هذا ماأكده الأهالي في قرية عاشق عمر التابعة لمنطقة مصياف أثناء وقوع الحريق في قرية عين حلاقيم والذي امتد إلى قريتهم ودخل بيوتهم بتاريخ 17 -7-2019 عند الساعة 2 ظهراً.
شكوى الأهالي
يقول الأهالي في شكواهم والتي لمسنا فيها الكثير من الحزن: نشب الحريق في أول بلدة عين حلاقيم جانب الطريق العام من جهة عاشق عمر، وقد تدخل فوج الإطفاء لإطفاء الحريق من جهة عين حلاقيم من دون أن يكملوا مهمتهم بإخماد الحريق الذي امتد إلى بعض المنازل في قرية عاشق عمر ونجم عن ذلك إسعاف بعض الأشخاص نتيجة إصابتهم بالاختناق وإصابة آخرين بجروح بسبب وصول النيران إلى المنازل، ورغم كل الاستغاثات بقي عناصر الإطفاء مع الصهاريج باتجاه بلدة عين حلاقيم بحجة أن المنطقة حراجية وتجاهلوا نداءات الأهالي.
بقينا متيقظين طوال الليل
يقول المواطن ف- س من قرية عاشق عمر: نجم عن الحريق احتراق معدات زراعية كانت ضمن المنازل السكنية بسبب وصول النيران إليها إضافة إلى أشجار مثمرة معمرة من تين وعنب ورمان وزيتون وخضروات،وأضرار بجدران المنازل وبقي الأهالي مستيقظون حتى ساعات الصباح نتيجة تصاعد النيران والدخان والخوف من أن تشتعل الحرائق مرة أخرى.
صهريج وطرنبة عاطلة
فيما يقول المواطن (ا-ي): من كثرة النداءات والاستغاثات حضر أحد الصهاريج إلى مكان الحريق في عاشق عمر ولكن حضوره لم يحرك ساكناً، لأنه وكما قال صاحبه طرنبة الماء معطلة والسؤال:إن كانت معطلة لم قدم إلى الموقع، فقط لإثبات الوجود وإسكات الأهالي ؟
يكفي الرعب الذي أصابنا
أما ظ- ص فقالت: يكفي الرعب الذي دخل إلى قلوبنا وقلوب أطفالنا في ذلك اليوم عندما وصلت النيران إلى المنازل،وكانت الرياح شديدة فلم نعد نفكر لا بالأشجار ولا الخضروات التي اشتعلت وإنما كل تفكيرنا انحصر كيف يمكن أن ننجو بأرواحنا من النار وأضافت قائلة: استمر الحريق نحو أكثر من 4 ساعات ونصف حتى تمكن عناصر الإطفاء من السيطرة عليه.
لن يقولوا عن زيتهم عكراً
رئيس مركز فوج الإطفاء في مصياف المهندس مدين العلي قال: شكوى الأهالي فيها مبالغة إلى حد كبير، فقد وصلت 5 صهاريج إلى المنطقة التي شب فيها الحريق بشكل متتابع كونها جاءت من أماكن مختلفة علماً أن الصهريج الموجود في عين حلاقيم، والذي لا يبعد عن موقع الحريق سوى 300-400 م وصل في اللحظات الأولى من اشتعال الحريق إضافة إلى أنه توجد فرقة إطفاء في قرية عاشق عمر وكذلك نحن وصلنا بأقل من ربع ساعة إلى الموقع علماً أن مهمة فوج الإطفاء الأساسية هي حماية الغابات الحراجية فقط، أما الحرائق الزراعية فنحن نساعد على إخمادها وأضاف: كانت مساعينا بالبداية أن نحد من امتداد الحريق قدر الإمكان وأن تكون الأضرار بأقل ما يمكن ولاسيما أن مساحات واسعة تأذت تقارب مساحتها حوالى 20 دونماً أراض زراعية و3 ونصف حراجية وقد ساعد على اشتعال النار وامتداد الحريق بهذه السرعة الرياح القوية ، إضافة إلى وجود الأعشاب اليابسة، إلاَّ أن المواطن لايقدر هذا بل كل واحد من الأهالي كان يريد أن نوجه له صهريجاً إلى أرضه وبيته، قد يكون الحق معهم ولكن في الوقت نفسه لو لم يتم السيطرة على الحريق بالطرق التي اتبعناها كان حجم الأضرار كبيراً لافتاً إلى أن الصهريج الذي توقف عن العمل فقط كان أثناء ذهابه لملء المياه.
حريقان آخران
وتابع حديثه قائلاً : بنفس الوقت الذي اندلع فيه حريق عين حلاقيم اندلع حريقان آخران، الأول بين قريتي بعرين ونيصاف والثاني شرقي قرية ربعو أي تشتت العمل رغماً عنا.
بأقل الأضرار
رئيس بلدية الدليبة أحمد ابراهيم قال: توجهنا إلى موقع الحريق باصطحاب صهريج البلدية بعد نشوبه بفترة قصيرة ولكن سرعان ما امتد إلى مساحات واسعة وقد ساعد على ذلك الرياح القوية التي لعبت دوراً سلبياً، ووجود الأعشاب اليابسة، إلى الطرقات الوعرة وقد بذلت عناصر الإطفاء جهوداً كبيرة لإخمادها بأقل الأضرار.
لم يصل للمنازل
أما رئيس بلدية عين حلاقيم راغب كوسا فقد أكد أيضاً أن انشغال عناصر الإطفاء كان بهدف إيقاف الحريق والحد من امتداده لتخفيف الخسائر فكان من الممكن أن يمتد إلى أراضي بعمرة والدليبة وأضاف: حسب معلوماتي
ـ والحديث له ـ أن الحريق لم يدخل المنازل.
أما نحن فنقول :
ذات القصة تتكرر هذه المرة في قرية عاشق عمر والمرة السابقة في قرية المشرفة والمرة القادمة لا نعلم أين . فهل ينتظر المعنيون وقوع ضحايا حتى يرتبون أمورهم ويتصرفون بشكل سليم، ويوزعون صهاريجهم بالشكل المناسب ؟ والسؤال: إن عدد الصهاريج الذي كان في موقع الحريق خمسة حسب تصريحاتهم، فلِمَ لم يتم توزيعها بالشكل المناسب طالما أن جميع المعنيين كانوا موجودين، من فرق الإطفاء ورئيس المركز ورئيس دائرة الحراج ورؤساء البلديات ومدير الناحية ومخفر الشرطة وعناصر الإطفاء وقائد الإطفاء، فهل يحتاج الأمر إلى المزيد من العناصر؟
نسرين سليمان