وفي حديثِ لي معها:- لم يكُن الأمر سهلاً.. أنْ أراهُ هزيلاً بهذا الشكل وأتمادى في العبثِ بخلايا جسده، أنْ ألتمسَ قلبه المتعب وأمضي في بناءِ أورامي عليه.
أن ألحظَ عينيهُ المُنهكتين المغموستين بالهالات اللّعينة المرافقة لوجودي.
أنْ أُبصر ثقوب الجّرعات الكيماويّة الّتي اجتاحت جسده وأواصل غزوي لهُ.
لم يكُن الأمر سهلاً أنْ أراهُ مكفّناً وهو على قيدِ الحياة، لكن لا واللهِ إنّ الأمرَ خارجٌ عن طوعي، فإنّها القوة الإلهيّة تُسكِنُنا لحِكمة، لنوقِظ قلوباً غافِلة، لننُقذ عقولاً غارقة.. تُسكِنُنا لنُذكِّر البَشر برحلتِنا الحقيقيّة..
-هكذا تكلّمتْ خلايا السرطان.
فاطِمة أنس حمضمض