عطفا على ما جاء به صديقي د . السراج

كتب الصديق الأديب الدكتور موفق السراج مقالة هامة تحت عنوان (المركب الصعب) و المنشورة هنا في زاوية ( على ضفاف العاصي) يوم الخميس في الرابع من تموز 2019 تناول فيها قضية النشر الالكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك) حين زيارة له لطبيب وسؤال الأخير له إن كان يقرأ ما ينشره فتوقع الصديق السراج أن يكون مكان النشر في صحف محلية ومركزية و..الخ وحين قرأ ما ينشره الطبيب وجد ما وجد من هشاشة وأخطاء لا تليق بصفة كاتب ..الخ
وأرجع صديقنا الأديب سبب الهشاشة في النشر على تلك الصفحات الالكترونية لعدم وجود لجنة مختصة من الأدباء والمثقفين كي تحكم بصلاح الكتابة من عدمها كما هو الحال في الصحف والمجلات ..الخ
كل هذا وذاك دعاني لأعيد طرح أسئلة الإبداع ..أسئلة الثقافة والتي من شأنها أن تؤسس لوعي ثقافي معرفي مؤسساتي
وقراءة متأنية لما ينشر هنا وهناك وعلى صدر صحفنا من مواد تحت اسم شعر ومقالة وقصة وحتى ما ينشر في صحف اختصت بالشأن الأدبي الفكري الشعري والصادرة عن مؤسسات ثقافية تُعنى بالإبداع ورفع سويته ندرك أن في كثير تلك المنشورات تقترب من مع ما يسمى ( صفحات التواصل الاجتماعي )
نعم أقولها وبكل أسف أيها الصديق المبدع الدكتور موفق السراج كم كنا نجهد ونتعب ونسهر الليالي قراءة وقراءة وقراءة حتى نحظى بنشر مقطع قصير من قصيدة لنا في صحيفة ورقية ونحملها بكل تباهي وفخر لمن نحب .. وإن كتب لنا وحضرنا لقاء أدبيا ما واستمعنا لأديب كنا نتحدث بكل فخر بذاك الحضور وذاك المحاضر ..فكيف حالنا إن شاركنا في فعالية ما ؟؟!!
نعم يا صديقي ..ولكن الذي حدث و يحدث اليوم بات معروفا للجميع ..تأتي إحداهن أو احدهم ويقرأ عليك بعض ما يكتب – تكتب فتخرج بنتيجة كتلك التي خرجت بها بعد تصفحك ما كتب طبيبك المعالج ولكن الذي يحدث أن تلك – ذاك تراه – تراها تنشر في صحيفة وأخرى ..في مجلة وأخرى ..ومن ثم تطبع – يطبع ديوانا وآخر ..يخرج – تخرج على فضائية وأخرى ..الخ
وحين تسأل عن المعايير التي تم من خلالها هذا وذاك او تحاول أن تشير بالبنان إلى تلك الظاهرة تتحول على عدو مبين ..
تكاثروا بالانشطار فأصبحوا ظاهرة طافية على السطح فالخوف كل الخوف أن يأتي ذاك الزمان الذي يطلب منها – منه العمل على توثيق الحركة الأدبية في هذا البلد أو ذاك وسيصبح الأديب الحقيقي كاليتيم على ما ئدة اللئام
كل هذا وذاك يدعونا وبكل وضوح وجرأة لقول الحق دون مواربة أو مهادنة والعمل على تسليط الضوء على حالات الخلل وكشف كل المعايير المتبعة في النشر والطباعة والظهور الإعلامي
نعم حالات عفنة عرّشت على نوافذ الجمال والحب وشرّشت في تربتنا العابقة بالشعر وبالخير
لنعمل بشكل يليق بسوريتنا عبر مؤسسات رسمية وأهلية تعي مسؤولياتها الحقيقية ولا يتأتى هذا إلا من خلال تعيين أناس يحس ثقافي معرفي جمالي ووطني عال يعملون بكل حرية وانتماء وتحت شعار واحد لا غير : معا تجاه مشهد ثقافي معافى. هي ذي بعض أسئلة الثقافة التي يجب أن نكون بحجمها من خلال محاولة طرحها على الأقل

عباس حيروقة

المزيد...
آخر الأخبار