بعد استقرار شبه نسبي ومؤقت في وضع الكهرباء بالمحافظة وبشؤونها وشجونها أيضاً ، وتنفس المواطنين الصعداء بمختلف فئاتهم العمرية وشرائحهم المهنية والحرفية ، عادت الكهرباء إلى حالة من عدم الاستقرار خلال الأيام الأخيرة، ولتؤرِّق المواطنين وتشقيهم في عموم مناطق المحافظة . وقد بات الحديث عن تذبذب الكهرباء وعدم استقرارها على حال ، حديثاً مملاً وغير ذي جدوى ، بسبب الأعذار الجاهزة التي تقذفها وزارة الكهرباء بوجوهنا، وتسكتنا بها كمواطنين غيارى على بلدهم ، والتي تتلخص بحماية الشبكة من الانهيار نتيجة الحمولات الزائدة ، ولابدَّ من وضع خطوط بعض المناطق دورياً على الحماية الترددية إنقاذاً للشبكة العامة من منعكسات الطلب الشديد والزائد على الكهرباء.
وهذا الخيار الوحيد الذي تلجأ إليه الكهرباء ، بدلاً من إيجادها بدائل تحافظ بها على الشبكة العامة ، وتريح المواطن من معاناته الشديدة نهائياً من وضع الكهرباء الذي لم يستقر على حال منذ عقود طويلة .
فالمشكلة ليست بنت اليوم ولا وليدة ظروف الحرب الجهنمية الظالمة على وطننا ، بل هي أعمق من ذلك بكثير ، وتعود إلى الأيام الأولى لإدخال المولدات لأسواق البلد، ولا ننكر أنها تفاقمت في سني الحرب لاعتداء التنظيمات الإرهابية على بنية الكهرباء التحتية وتدمير آبار النفط والغاز ومحطات تحويلها وحتى خطوطها.
وبالطبع هذه الحال لم تكن غائبة عن ذهن وتفكير وزارات الكهرباء المتعاقبة ، ولكنها لم تبادر إلى معالجتها بمشاريع جديدة ، توفر بها الكهرباء للفعاليات الاقتصادية العامة والخاصة، وتلبي بها الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية سواء كانت منزلية أو صناعية أو تجارية .
ورغم سماعنا غير مرة عن مشاريع ريحية وأخرى شمسية ، لتحسين واقع الكهرباء وتخديم المواطنين بها وضمان استقرارها وثباتها ، لم نلحظ شيئاً على أرض الواقع ، ولم تتحسن حياتنا الكهربائية.!.
فظلت المشكلة عمَّا هي عليه تتناقلها وزارات الكهرباء المتعاقبة وتتوارثها الأجيال ، رغم مئات المليارات من الليرات التي أنفقت على مشاريع التحسين ، ومئات الملايين من القطع الأجنبي التي صرفت على تنفيذ محطات توزيع ، ولشراء محولات تقوية وغيرها من معدات ومستلزمات كهربائية ، ولم تستطع حتى اليوم تثبيت وضع الكهرباء ، وإراحة المواطن من معاناته المتجددة رغم الوعود المعسولة !.
ففي الشتاء يوعد المواطن بأنه لن يعاني وسيكون شتاؤه دافئاً ، وفي الصيف يوعد بأن صيفه سيكون بارداً وبأنه سيتمتع بالتكييف أو المراوح ولن يشعر بـ (الشوب) مطلقاً !!.
ولكن يبقى الوعد وعداً ، فلا الشتاء صار دافئاً ولا الصيف أصبح بارداً .
محمد أحمد خبازي