53 ضبطــاً فــي ســلمية الشــهر المــاضـــي مؤونة الشتاء همّ يقلق الأسرة في ظل ارتفاع الأسعار وضعف الدخل
تعد المؤونة الشتوية من أساسيات الأسرة وعرفاً اقتصادياً واجتماعياً لما تزل معظم الأسر متمسكة به وتمارسه منذ عقود طويلة استعداداً للشتاء الطويل، تعد لها العدة سواء بالمال أو الجهد طيلة فصل الصيف .ولكن وبسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية فقد توقفت أسر كثيرة عن تجهيز وإعداد المؤونة واكتفت بإعداد أصناف محدودة حسبما يتيسر لها من إمكانات مادية.
الغلاء يمنعنا
إحدى السيدات عبرت عن المشكلة قائلة :أصبحنا في هذه الأيام بالكاد نستطيع تأمين وجبة الغداء ليوم واحد .ولا مجال أمامنا لأن نفعل ما فعلناه قبل الحرب .حيث كنا لا نترك موسماً أو نوعاً من المأكولات الشتوية إلا ونجهزها قبل الشتاء ونقضي أشهراً في شراء الخضار واللحوم والألبان ومشتقاتها وغير ذلك ونقوم بتجفيفها وحفظها وركنها جانباً كمؤونة .أما اليوم وفي ظل هذه الظروف المادية الصعبة فإن الأمور اختلفت كلياً وبدأت اللائحة تنقص تدريجياً عاماً بعد عام .فالغلاء اليوم يمنعنا من شراء الكميات التي نرغب بها .
الأسعار مرتفعة
أحد المواطنين قال : حتى في حال وجود خضار رخيصة في هذه الأيام كالباذنجان والبندورة وغيرها إلا أن المواد الأخرى المكملة لها بقيت محلقة كالزيت والجوز أو اللوز والفليفلة التي يتطلبها المكدوس على سبيل المثال، وكذلك الحال بالنسبة للألبان والأجبان والمأكولات التي وصل سعرها الآن إلى ١٣٠٠ ل.س للكيلو الواحد منها.
أما الفواكه فليست بأفضل حال منها إذ إن أسعارها وأسعار السكر مازالت مرتفعة ما يجعل صناعة المربيات مكلفة في حال الرغبة بصناعة كميات كافية منها.
انقطاع الكهرباء يفسدها
أسيمة منصور .ربة منزل قالت : لدينا تخوف نحن ربات البيوت من فساد المؤونة داخل الثلاجات ما يجعلنا نمتنع عن إعدادها بسبب حاجة بعضها إلى التجميد والحفظ في الثلاجة وهذا غير مضمون في الشتاء بسبب الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي وزيادة ساعات التقنين، فنخشى من تلفها وفسادها وخسارة ثمنها وضياع الجهد المبذول في إعدادها .
حسب القدرة المادية
اسماعيل ناصر أحد الباعة في سوق الخضار بسلمية يرى أن لكل أسرة طريقتها وأسلوباً معيناً في تجهيز المؤونة حسب قدراتها المادية .فبعض الميسورين لا يهتمون للأسعار أما الغالبية فينتظرون حدوث انخفاض في الأسعار ووفرة المواد في السوق فيهبون للشراء .ورغم أن الخضار متوافرة كل نوع في موسمه إلا أن المؤونة لما تزل خارج حسابات الكثيرين بسبب تردي الوضع المعيشي لديهم .
الاكتفاء بصنف أو اثنين
أحد تجار الخضار عزا ارتفاع أسعار بعض أنواع الخضار والفواكه إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج كالمحروقات والسماد والنقل من الريف إلى أسواق المدينة .فارتفاع أجور نقل المواد أصبح أضعافاً مضاعفة …لهذا فإن كثيراً من الأسر التي كانت تشتري كميات كبيرة لمؤونة الشتاء أصبحت تكتفي بصنف واحد أو صنفين فقط بما يتناسب مع دخلها وقدرتها الشرائية.
نسوا المؤونة
بعض الأشخاص نسوا المؤونة كلياً وأصبحوا يعتمدون على قاعدة شراء الخضار في موسمها فقط دون اللجوء لتخزينها أي عندما يحل الشتاء تشتري الخضار الشتوية بما يتناسب مع قدراتها الشرائية وحسب الظروف المادية .
دور الرقابة التموينية في موسم المؤونة
رئيس شعبة التجارة الداخلية في سلمية محمد العيزوقي رأى أن أسعار معظم الخضار والفواكه حالياً مناسبة فيما عدا المواد المحررة .فالألبان أسعارها ارتفعت في الآونة الأخيرة كون موسمها وصل إلى نهايته .أما الفروج والبيض والفواكه فترتفع أو تنخفض أسعارها حسب قانون السوق الخاضع للعرض والطلب وكميات التصدير .أي إن الأسعار ليست ثابتة وكل يوم هي في حال .ولكن عناصر التموين لا يوفرون جهداً في عملية ضبط الأسواق ومراقبة الأسعار ومقارنتها مع نشرة الأسعار المقررة من قبل مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحماة .وعلى أساسها نقوم بتحرير الضبوط التموينية بحق المخالفين والمتلاعبين بالأسعار والجودة لإحالتهم إلى القضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة .وقد وصل عدد الضبوط التموينية خلال شهر تموز الماضي إلى ٥٣ ضبطاً تموينياً شملت المواد الغذائية وغير الغذائية، إضافة إلى ٩ضبوط عينات.
سلاف زهرة