زرعنا الـ «لو» طلع ياريت، و الـ « لو» هي للتمني, وأمنياتنا كثيرة جداً, ومعظمها لايتحقق , فعلى مايبدو أننا ( نشطح) بالأماني والأمنيات كثيراً, ونتخيل أموراً ومواضيع هي بعيدة عن الواقع, ولايمكن الوصول إليها أو اللحاق بها, فحتى الأحلام والأمنيات لها حدودها.
فأمام هذا الواقع الذي نعيشه لو استطعنا العودة إلى ماقبل تداول العملة (النقود) سواء الورقية أو المعدنية, أليس أفضل من النوم على همِّ ارتفاع العملة وانخفاضها, والاستيقاظ على ارتفاع أسعار البضائع والمواد الغذائية، وحالة الموظف المادية كما هي, والضعف في القدرة الشرائية واضح وضوح الشمس.
لو عدنا إلى المقايضة التي كانت سائدة سابقاً, بمعنى سلعة مقابل أخرى، أليس أفضل؟ ففي حينها لم يكن يفكر الإنسان بجمع المال حتى التخمة الشديدة، ولم تكن المصالح التجارية والمضاربات والاحتكار على حساب المواطن موجودة.
فعلى سبيل المثال لا الحصر, لو نبادل القليل من الحنطة مع عدد من البيض, أو القليل من الشعير مقابل (كمشتين) من الزبيب, أو قرطلاً من العنب والتين مقابل عدد من أقراص «الشنكليش» أو كمية من الزبدة والقشطة مقابل قطعة قماش، أي مايلزم الإنسان بدون الحاجة للنقود.
لو كان بإمكاننا الرجوع إلى الوراء لتغيرت الكثير من الظروف الحياتية القاسية التي نعيشها اليوم، وكنّا تخلصنا من شظف العيش وقساوته، هي مجرد أمنية «لو» تتحقق، لكنها لم ولن…
مجيب بصو